· هجوم ثوار التحرير علي تامر حسني أمر طبيعي بعد أن طلب منهم العودة إلي منازلهم · مائة ألف جنيه سبب خلافي مع نصر محروس كتب:حاتم سعيد تلقائيته في حديثه وبساطته لم يمنعاه من ابداء آرائه الفنية والسياسية بكل وضوح وصراحة دون مواربة.. حتي في اللحظة التي تشعر في إجاباته ببعض التورية أو التحفظ.. فإنك غالباً ما تجد نفسك مصطدماً بإجابة مباشرة تحمل في مضمونها الكثير من المعاني رغم عدد كلماتها القليلة.. بهاء سلطان المختفي منذ سنوات ثلاث والذي ارتبط اسمه شرطياً مؤخراً بخلافاته مع شركة "فري ميوزك" والدعوي القضائية التي رفعها ضدها.. المطرب بهاء سلطان يتحدث هنا علي صفحات "صوت الأمة" ليقص بالمواقف الأسباب الحقيقية التي أدت لاختلافه مع مكتشفه ومنتجه نصر محروس. > ما سبب ابتعادك كل هذه المدة عن الساحة الفنية؟ - أعترف أن خطأ شخصياً كان السبب الرئيسي في ابتعادي، وأعترف أيضاً أن قرار رفع دعوي قضائية ضد شركة "فري ميوزك" وضد الأستاذ نصر لفسخ التعاقد بيننا كان من أكثر القرارات خطأ في حياتي، وقد أخذت هذه القضية من عمري الفني ثلاث سنوات تقريباً. > وما الذي دفعك لرفع مثل هذه الدعوي القضائية من الأساس؟ - يصمت قليلاً ويقول بصوت يملأه الشجن: كنت أمر بظروف مادية ونفسية صعبة بعد اكتشافي إصابة شقيقي الأكبر بمرض السرطان، وكنت في حاجة شديدة إلي مبلغ مائة ألف جنيه تقريباً لمواصلة علاجه في المستشفيات، فقمت بالاتصال بالأستاذ نصر وطلبت منه المبلغ فقال لي إنه سيقوم بتحضيره خلال يومين علي الأكثر، ثم قال لي "ربنا معاك"، ورغم أن هذه دعوة جميلة ولا تدل علي أي شيء سيء، إلا أنني توهمت أنه لن يفي بوعده، وأعتبرت كلامه مجرد وعود لن تنفذ، وقد يعود هذا إلي الضغط العصبي والنفسي الذي كنت أعيشه بسبب مرض شقيقي المستمر قبل أربع سنوات من هذا الموقف، وقبل أن يتوفي أخي أيضاً فيما بعد، وقد استغل أحد أصدقائي المحامين الموقف وطلب مني نسخة من العقد المبرم بيني والأستاذ نصر، ثم طلب مني عمل توكيل قضايا له لرفع دعوي قضائية ضد الشركة لفسخ التعاقد، وبسبب الحالة النفسية السيئة أيضاً لم أفكر في تبعات هذا القرار ووافقته علي الفور، حتي أنني لم أنتظر مرور اليومين قبل التأكد من تنفيذ الأستاذ نصر لوعده، فما كان منه إلا رفع دعوي قضائية ضد الشركة لفسخ التعاقد بيننا دون حتي أن يخطرني ببداية اتخاذه للإجراءات القانونية. > وكيف كان رد فعل نصر بعد وصول إخطار الدعوي القضائية؟ - قبل أن يصل إخطار الدعوي للأستاذ نصر، ذهبت إليه مرة أخري في مكتبه لأستفسر منه عن موقفه من إعطائي المبلغ من عدمه، وفي هذه المقابلة أكد لي مرة أخري قيامه بتحضير المبلغ في غضون ثلاثة أيام علي الأكثر واتفقنا علي ذلك، لكن للأسف وصل له إخطار الدعوي القضائية من المحامي في اليوم التالي تقريباً، حتي أنني لم أعرف بذلك إلا من الأستاذ نصر شخصياً بعد هاتفني تليفونياً متعجباً ومتسائلاً في الوقت نفسه عن سبب إقدامي علي مثل تلك الخطوة غير المبررة، وفاجأني بأنه قام بتحضير المبلغ بالفعل، لكنني للأسف لم أجد ما أقوله لأنني كنت مشتت الذهن والتفكير في ذلك الوقت، ولم أكن أتابع الموقف القانوني أو الخطوات التي اتخذها صديقي المحامي. > ولماذا لم تطلب من المحامي التنازل عن الدعوي فوراً؟ - في تلك الأثناء اشتد المرض علي شقيقي جداً، فلم أهتم بمتابعة أي شيء، سواء مع المحامي أو مع الأستاذ نصر، وتفرغت بالكامل لمتابعة الوضع المرضي الحرج لشقيقي حتي لحظة وفاته التي أثرت في كثيراً لأنه شقيقي الأكبر، لذا لم تتضح لي رؤية الموقف بشكل واضح إلا بعد خروجي من الحالة النفسية السيئة التي كنت أمر بها، وهنا أريد أن أقول إنه لولا استعجال المحامي واستغلاله للموقف، بالإضافة إلي حالتي النفسية السيئة لكنت في غني عن كل ما حدث. > وكيف انتهت المشكلة؟ - بعد أن اكتشفت الخطأ الذي ارتكبته، توجهت بنفسي إلي مكتب الأستاذ نصر مباشرة، وعقدنا جلسة ودية سوياً دون وجود أي أطراف أخري، وسألني عن ما أريده؟ وهل أريد الانفصال فعلاً أم أريد الاستمرار؟ فاعترفت له بأنني تسرعت فيما حدث بسبب ما كنت أمر به، وطلبت منه أن أعود إلي شركتي وإلي العمل معه، وقد رحب بذلك جداً، وقررنا كتابة عقد جديد بيننا في اليوم التالي مباشرة، وهكذا انتهت المشكلة، وقد تعلمت من هذا الموقف ألا أقحم أي أطراف مثل المحامين أو أي أشخاص أخري لا تفيد، واكتشفت أيضاً أن أفضل حل أن يجلس طرفا المشكلة سوياً لإنهاء كل الأمور المتعلقة بينهما، وأنصح كل فنان باستخدام الطريقة المباشرة لانهاء أي خلاف مع أي شخص أياً كان. > هل فكرت في التعاقد مع شركات أخري خلال أحداث المشكلة؟ - نتيجة الأحداث والمشاكل بيني والأستاذ نصر، توقعت أن نكون وصلنا إلي مرحلة اللاعودة، لذا توجهت إلي الأستاذ محسن جابر وطلبت منه الانضمام إلي شركته، وقد قابلني بترحاب شديد وعقدنا سوياً ثلاث جلسات، وفي الجلسة الأخيرة سألني سؤالا مباغتا قائلاً: كيف سيكون رد فعلي عندما يصل إلي منزلي إنذار من المحكمة من أي شخص؟ وهنا شعرت بالحزن الشديد الذي تسببت فيه للأستاذ نصر، وطلبت من الأستاذ محسن أن ينصحني فقال لي يجب أن تنهي كل المشاكل والأعمال المتبقية مع الأستاذ نصر أولاً، وبعدها سيطلب بنفسه التعاقد معي، وأنا أريد أن أوجه له التحية علي ما فعله معي فهو منتج محترم بالفعل. > إذا انتقلنا بالحديث الي الألبوم.. لماذا تم تغيير اسم الألبوم من "ميه ميه" إلي "ومالنا" قبل طرحه بالأسواق مباشرة ومن هو صاحب القرار؟ - أولاً أستاذ نصر هو من اتخذ القرار، ثانياً، أعتقد أنه قرار موفق بسبب ما ترصده كلمات أغنية "ومالنا" من الوضع الحالي الذي نعيش فيه جميعاً الآن،والتي تتحدث عن اختفاء مشاعر الحب والأمان بين البشر، خاصة بعد أن أصبحت المادة هي المتحكم الرئيسي في التعامل بين الناس. > ولماذا تأخرت في غناء أغنية لمناصرة الثورة كما فعل العديد من زملائك منذ بداية الأحداث؟ - لا أفضل المشاركة في أي حدث سياسي أو فني أو رياضي لمجرد المشاركة فقط، لذا انتظرت حتي أجد أغنية جيدة، وقد كان الأستاذ نصر يخطط إلي ذلك بالفعل، حتي فوجئت به يطلب مني الحضور إلي الشركة، واستمعت منه إلي الكلمات التي كتبها وكانت بالفعل تعبر عما يدور الآن من أحداث. > بمناسبة الثورة وأحداثها والفنانين المشاركين فيها.. ما رأيك فيما حدث مع تامر حسني في ميدان التحرير ورفض الثوار له؟ - في الحقيقة أنا لم أشاهد الكليب المصور الخاص بتلك الواقعة، لكنني قرأت عنها واستمعت إلي بعض البرامج التي تحدثت عن هذا الموضع، لكن بشكل عام، أعتقد أن ما حدث كان تصرفاً طبيعياً جداً من الثوار أن يرفضوا دخول أي شخص سبق وطلب منهم العودة إلي منازلهم بعد كل ما تعرضوا له من قتل وإصابة، وإن كنت قد قرأت فيما بعد اعتراف تامر نفسه بأن بعض الجهات السياسية قامت بتضليله، لكن هذه لم ولن تكون مشكلة الثوار في يوم ما، لأنهم نزلوا إلي الميدان للمطالبة بحقوقهم وكان بديهياً أن يرفضوا أي طلب للتراجع عن موقفهم من أي شخص، فنان أو غير فنان. > وبشكل عام ما رؤيتك للأحداث السياسية الحالية؟ - أعتقد أن مصر ستتجه إلي مرحلة أفضل ألف مرة مما كنا عليه خلال السنوات الماضية، وقد تكون المحاكمات التي يتعرض لها الآن النظام السابق لهي خير دليل علي ذلك، لكن المشكلة أن تلك المحاكمات تحتاج إلي مجهود كبير جداً حتي يأخذ كل شخص العقاب الذي يستحقه دون ظلم، لذا يجب أن نتمهل جميعاً ونعطي الفرصة للقضاء، حتي لا نكرر أخطاء القرارات السريعة التي اتخذها النظام الراحل طوال الثلاثين عام الماضية والتي أدت إلي انهيار الدولة بهذا الشكل علي كل الأصعدة، ويجب أن أن نكون حذرين في طريقة اختلافنا إلي أقصي درجة حتي لا نتحول إلي عراق جديد، أو سودان آخر. > ومن وجهة نظرك ما الأسباب التي دفعت الشعب للخروج يوم 25 يناير؟ - كل الأحداث السياسية والإجتماعية كانت تنذر بانفجار شعبي قادم لا محالة، وكان الموقف واضحا جداً لأي شخص لا يفهم حتي في السياسة، فما بالك بالمنظمات المدنية والحركات السياسية المتابعة للموقف في مصر، ومتحفزة لخطوات التوريث السياسي، بالإضافة إلي ارتفاع معدل البطالة، والفساد المالي لرموز الفساد، وأعتقد أن ما حدث نهاية طبيعية لأخطاء عشر سنوات كاملة، وقد تعرضت أنا شخصياً لبعض سلبيات تلك المرحلة عندما حاولت إجراء عملية جراحية لشقيقي وفوجئت بأن أرواح المصريين لا ينقذها سوي المادة، وفي حال لا تملك أموال العلاج، فعليك أن تترحم مقدماً علي شقيقك المريض، بسبب غياب التأمين الصحي لشعب بأكمله، ناهيك عن المشردين في الشوارع الذين سقطت منازلهم ولم توفر لهم الحكومة منازل بديلة، وهذه مجرد أمثلة قليلة، وباختصار يمكن أن نقول إن هذا النظام لم يهتم بالشعب كما يجب. > ما رأيك في ازدياد تواجد الإخوان والسلفيين علي الساحة السياسية؟ - أمتلك وجهة نظر بخصوص هذا الموضوع ومؤمن بها إلي أقصي درجة، ألا وهي أننا جميعاً مسلمون، ولا يوجد فرق بين إخواني أو سلفي أو شيعي، فنحن في النهاية علي دين واحد، والاختلاف ليس في صالح أي طائفة أو تنظيم، سواء اختلاف عقائدي أو سياسي، ويجب علينا أن نتوحد تحت راية الحق في النهاية، وأعتقد أنه لا خلاف علي ذلك، وبنظرة أعم، سنجد أن الدين الإسلامي أوالمسيحي أو اليهودي يحثون ثلاثتهم علي عدم الرشوة، والاهتمام بالعمل، واحترام الآخر، والاختلافات من صنع البشر وليس الخالق. > وما الطريقة المثلي للتعامل مع مبارك من وجهة نظرك؟ - أثق في الإجراءات التي يتخذها الجيش تماماً، وأعتقد أنه يتعامل بشكل جيد جداً مع الأحداث دون أية اعتبارات خاصة له أو مطامع، وأنا شخصياً لا أهتم بما ستؤول له الأحداث بالنسبة لأشخاص النظام السابق، وكل ما أهتم به كيفية النهوض بهذه البلد في خلال سنوات قليلة قادمة، حتي تعود لمصر ريادتها سياسياً وعربياً وأفريقياً ودولياً، ويشعر المواطن المصري بالفخر في الخارج قبل الداخل، لأنه يستحق حياة كريمة بالفعل، ويجب أن نهدأ الفترة القادمة حتي نصل إلي بر الأمان. > ما مضمون الرسالة التي يمكن أن توجهها إلي جمال مبارك الآن؟ - أقول له نعيماً عليك مقدماً حلاقة السجن. > وما الذي كنت ستفعله إذا كنت تمتلك كل عناصر القوة التي اتيحت له ؟ - أنا لم أعمل بالسياسة من قبل ولا أفهم في شئونها، ولم أفكر ولو للحظة أن أمتلك كل هذه السلطة أو النفوذ، وكل ما أعرفه أن سيدنا عمر خامس الخلفاء الراشدين نجح في خلال عامين من توليه الخلافة في انتشار الرخاء حتي أصبح لا يوجد فقير |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق