الخميس، 7 أبريل 2011

هل حقا باع الرئيس حافظ الاسد الجولان عام 1967 لاسرائيل ..

أننى شخصيا ... ومن واقع أقترابى من موقع الاحداث ... سواء فى الرئاسه أو المخابرات العامه والعسكريه أو وزارة الخارجيه ... أكاد أن أجزم بأن هذا الأمر لم يحدث أبدا ...

بالرغم من محاوله بعض قيادات المخابرات المصريه الترويج لتلك الاشاعه فور أنتهاء معارك يونيو 1967 من أجل تبرئه أنفسهم ورفع عار الهزيمه النكراء من على رؤوسهم

ومن أجل الشفافيه التى عاهدت نفسى عليها عند تسجيلى فى هذا المنتدى القيم العالى المستوى الفكرى بالرغم من صغر سن معظم أعضاءة ... كان هذا الموضوع لنتعرف معا عن كيف يتم كتابه التاريخ

الموضوع الذى سأنشرة هو لمحامى يسارى من المعارضه السوريه ... ومن مقالاته يحس المرء بأصرارة على تشويهه الرئيس حافظ الاسد وجماعه أنقلاب 8 مارس ..

هذا الامر لابد أن نضعه فى حسابنا ونحن نقرأ تلك المقالات ...

ومع ذلك ...

أنا أيضا مؤمن بأنه لا يوجد دخان بدون نار ....
وعليه
هل كان موضوع خيانه سوريا لمصر ترابا منثورا فى وجه الاسد ... أم أنه كان دخانا لنيران متأججه حان وقت فضحها ...

هذا ما سأتركه لكم فى مناقشه ما جاء فى تلك المقالات... وأعذرونى أن غبت عنكم وعن المناقشه لدخولى المستشفى غدا أنشاء الله

وأطلب دعائكم فى الشفاء العاجل والعودة سريعا لكم

ولكم تحياتى

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:03 AM
بأمر من الرائد سليم حاطوم قائد الوحدات الخاصة المخولة بحماية الإذاعة السورية كان صوت المطربة السورية لودي شامية الشجي يطرب السوريين في أغنيتها الشهيرة الثورجية ( نهر الأردن ما بيتحوّل ) التى كانت تذاع عدة مرّات في اليوم طيلة عام 1966 ثم اختفت الأغنية وصاحبتها بعد محاولة الرائد حاطوم انقلابه بتوريط من حافظ الأسد الذي لعب على الجميع وفراره إلى الأردن في صيف نفس العام فأين أصبح نهر الأردن ؟ بل أين أصبح الجولان كله خزّان مياه فلسطين أين أصبح نهر بانياس ونهر اليرموك وبحيرة طبريا وأرض الخير في الجولان التي تنتج ثلاثة مواسم في العام وكيف سلمت كلها للعدو الصهيوني دون قتال في أوقح خيانة في العصر الحديث . نعم خيانة بكل المقاييس لاغير ولا تبرير ..؟
قبل الإنتقال إلى الوقائع الدامية لابد لي من تقديم وصف دقيق لجبهة الجولان الحصينة التي سلمها حافظالأسد دون قتال وهو وزير الدفاع اّنذاك في مسرحية لايصدقها الإنسان اليوم وكيف مرّت دون عقاب ؟؟ وكيف حولتها الخيانة والديكتاتورية العسكرية إلى إنتصار كاذب في سبيل كرسي الحكم على أشلاء شعب مستعبد ووطن أسير ..؟ ورغم معرفتي الجبهة التي زرتها عدة مرّات يوم كنت رئيساّ لشعبة الدفاع المدنى في القنيطرة عاصمة الجولان بصحبة قائد المقاومة الشعبية في الجولان العقيد عبد العزيز الوجيه ( أبو محمود ) وعدد اّخر من الأصدقاء العسكريين . فإنني أقدم شهادة أحد المراسلين الأجانب الذي زار تلك المواقع الحصينة بعد إصدار حافظ أسد أمره بالإنسحاب الكيفي منها بعد إعلانه بسقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها الفعلي بثمان وأربعين ساعة
يقول مراسل مجلة تايمز الأمريكية في أواخر شهر اّب 1967 بعد زيارته لها ما يلي : ( تسيطر سورية على سلسلة من التلال الصخرية الشديدة الإنحدار تمتد لمسافة أربعين ميلاّ وتشرف على سهول مكشوفة لنيران الأسلحة . على جوانب التلال ثلاثة خطوط دفاعية مستقلة فوق بعضها وكل خط تحميه ثلاث طبقات من الألغام وأسلاك شائكة واستحكامات منيعة . وفي سبيل الصعود إلى الطبقة العليا يجب عبور تسعة خطوط ماجينو مصغرة . وكل طبقة من الطبقات العليا تحوي متاريس صخرية تحت الأرض وأبراج مدفعية من الخرسانة تبلغ سماكة جدرانها خمسة أقدام . وتربط كل هذا أنفاق سميكة الجدران . كما حفرت تحت الأرض مرائب ضخمة لتتسع للدبابات والسيارات العسكرية . كما حفرت مرابض المدفعية في طبقة أرضية إرتفاعها عشرون قدماّ. كما زرعت أمام خط الجبهةحقول ألغام كبيرة بفخاخ ضد الدبابات والمشاة ..ولايصدق الإنسان كيف انسحب السوريون من هذه التحصينات دون خسائر تذكر ) ..؟
قبل الإنتقال لميدان الحرب لابد من معرفة وضع الجيشين المصري والسوري التعبوي بشكل عام قبل الحرب
الجيش المصري بقياة المشير عامر وشمسي بدران نصف قواته في حرب اليمن لإقامة ديكتاتورية عسكرية موالية لعبد الناصر فيه خسر في حرب اليمن أكثر من عشرة اّلاف قتيل حسب الإحصاءات الرسمية المعلنة.. و قيادة عامر - بدران - نصر لاتهمها الحرب بمقدار إهتمامها باغتصاب السلطة في انقلاب عسكري معد
لذلك كانت الأوامر المعطاة لقوات سيناء متناقضة ومخدرة للقادة الميدانيين كما ورد تفصيلاّ في مذكرات القائد الوطني ( الفريق سعد الدين الشاذلي ) الذي صمد في ممرات ( متلا) في سيناء رغم أوامر الإنسحاب الكيفي وكان اّخر ضابط ميداني ( برتبة صغيرة يومها ) عبر قناة السويس إلى الضفة الغربية وخسر الجيش المصري أكثر من خمسة عشر ألف شهيد بينهم اّلاف الاْسرى الذين اغتالهم الصهاينة بكل خسّة وجبن
أما الجيش السوري ضحية الإنقلابات العسكرية والحزب القائد كان يفتقر للكوادر الوطنية المدربة والمجربة بعد حملات التصفية والتسريح التي تعرض لها بدءاّ من عام 1959 حيث سرح أكثر من 1500 ضابط وضابط صف من خيرة كوادر الجيش السوري وعلى رأسهم قائد الجيش السوري الفريق عفيف البزري ورفاقه في القيادة أمين النفوري وأحمد عبد الكريم وغيرهم وقد كان الضباط البعثيون وقائد انقلاب الإنفصال من وضع قوائم التسريح الظالمة باسم ( الشيوعية )والخوف منها إرضاء للأمريكان ويعترف الشرفاء منهم بهذه الجريمة . سرح ضباط الإنفصال بعد إنقلاب 8 اّذار بالمئات تلاهم تسريح الضباط الناصريين وفي مقدمتهم جاسم علوان ومحمد الجراح وأعدم عدد منهم في محاكمات كراكوزية في سجن المزة واستمرت تصفية كوادر الجيش صفي قائد انقلاب 8 اّذار زياد الحريري غدراّ ثم صفيت مجموعة ما يسمى القيادة القوميةفي انقلاب 23 شباط 1966 كما تمت تصفية مجموعتي سليم حاطوم وفهد الشاعروغيرها حتى فرغت قطعات كثيرة من الجيش من الحد الأدنى للكوادر كنتيجة حتمية للصراع على السلطة بين عسكر الطاووس الذي لايهمه الوطن والشعب بمقدار وضع كتلة نحاسية على كتفه يهش لها كالهر إذا ظفر بقطعة جبن أمام المراّة أو أمام محظيته
استعاضت القيادة عن كل هذه الكوادر وخصوصاّ الفنية منها كالطيارين وضباط الأركان والصواريخ والدبابات والتعبئة والهندسة وغيرها التي كلفت الخزانة العامة ملايين الدولارات .. استعاضت عنهم في سبيل البقاء على الكرسي بضباط احتياط لايتقنون سوى ترديد شعار الحزب القائد وكان معظمهم من معلمي المدارس وموظفي الدولة الذين لايمتون للحرب والخبرة العسكرية بصلة ..... من يصدق أن مساعد رئيس الجهة كان أحد الزملاء المحامين الذي لاخبرة له بقراءة خارطة عسكرية زج به في هذا الموقع رغم إرادته كما قال ...سنتابع كيف سلم الجولان وجبهته الحصينة دون قتال وكيف كان مجموع خسائرنا من كل هذه المسرحية الخيانية 150 شهيد فقط

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:04 AM
في 13 -11- 1966 وقعت اتفاقية الدفاع المشترك العربية بين مصر وسوريا والأردن
أصبحت سماء المشرق العربي منذ مطلع أيار 1967 ملبدة بغيوم تحمل شهب حرب جديدة تحمل الدمار والهزيمة . خصوصا بعد أن أعلنت سورية وجود حشود اسرائيلية على حدودها . وأيد السوفييت ذلك .. لكن الكثير من الذين أرّخوا لهذه النقطة أكدوا عدم وجود تلك الحشود وأكتفي بذكر ما أعلنه السيد أمين هويدي رئيس مخابرات عبد الناصر في مذكراته وعلى شاشة الجزيرة بتاريخ 27- 8 - - 2001 ( قال : أرسلني الرئيس عبد الناصر إلى دمشق في منتصف أيار 67 للتأكد من وجود حشود إسرائيلية على الحدود السورية . والتقيت بالعقيد عبد الكريم الجندي رئيس المخابرات السورية الذي أكّد لي عدم وجود حشود إسرائيلية على الجبهة ) رغم ذلك استمرت القاهرة ودمشق في التصعيد الإعلامي وفي 17 - 5 أعلنت الطوار~ في مصر . وفي 23 - 5 -67 اعلن عبد الناصر إغلاق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية وطلب من الأمم المتحدة سحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء .. وفي 25 -5 أعطى عبد الناصر وعداّ إلى يوثانت أمين عام الأمم المتحدة [أنه لن يكون البادئ بالحرب) يقول المرحوم أكرم الحوراني في مذكراته ص 3420 ج 4 ما يلي : لقدكان جمال عبد الناصر يقول عن نفسه إنه رجل حذر وحيسوب " وقد قال ذلك أمامي في مناسبات عديدة . فما الذي ورطه بإغلاق خليج العقبة في الوقت الذي يعلم فيه إن إسرائيل يمكن أن تشن حرباّ في حال إغلاقه ؟؟ " وقال الملك السعودي فيصل أثناء مروره في لندن بتاريخ 23 - 5 : " إن منطقة الشرق الأوسط لن تشفى من أمراضها وتبلغ العافية مالم تتم تصفية إسرائيل - المصدر السابق ص3421 -
وفي 21- 5 بعد اختراق الطائرات الإسرائيلية سماء العاصمة دمشق لأول مرة بعد حرب 1948 صرح حافظ الأسد وزير الدفاع وقائد سلاح الطيران : أكد فيه تطور سلاح الطيران السوري بعد ( الثورة ) ... لقد أصبحت استعداداتنا لمواجهة العدوان كاملة وقد أخذنا بعين الإعتبار احتمال تدخل الأسطول السادس الأمريكي .. .. لقد أصبحت قواتنا جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان وإنما للمبادرة لعملية التحرير بالذات ونسف الوجود الصهيوني من وطننا العربي وهناك إجماع من جيشنا الذي طال استعداده ويده على الزناد في المطالبة بالتعجيل في المعركة ونحن الاّن بانتظار إشارة من القيادة السياسية .. وأنا كعسكري أرى أن الوقت حان لخوض معركة التحرير ..أو على الأقل تنفيذ ضربة تأديبية لإسرائيل ..) ؟
وبتاريخ 31 _5 أي قبل الحرب بخمسة أيام فقط سافر الملك حسين إلى القاهرة ليوقع الإتفاق مع عبد الناصر على دخول الحرب وعين اللواء عبد المنعم رياض قائداّ عاماّ للقوات المشتركة بما فيه الجيش الأردني في القدس . ولكن من العودة إلى كتاب ( الإنفجار لمحمد حسنين هيكل ص438 ) يقف المرء مشدوها لإزدواجية مواقف الأنظمة العربية وتفسخها . فالملك الذي وقع الإتفاقية في القاهرة سبق له أن أرسل رسالة سرية إلى عبد الناصر حملها إليه عبد المنعم رياض الذي استدعي لهذا الغرض فقط وقد نشرها محمد حسنين هيكل وهذا موجزها ( كلف الملك عبد المنعم أن ينقلها لشخص واحد هوعبد الناصر شخصياّ - إن الفريق رياض يعرف وىتابع بلا شك كل أسباب ودواعي الخلافات القائمة بيننا ’ لكن هناك موضوعات تعلو على أي خلاف لأنها تمس الأمن القومي العربي في الصميم . والاّن فإن الملك لديه ما يدعوه إلى اليقين بأن فخاّ يدبر للجمهورية العربية المتحدة وللرئيس عبد الناصر فهناك محاولة لتوريطهم في حرب لاتلائمهم ظروفها وإن الجماعة في سورية مخترقين وبعضهم متواطئ مع جهات لديها خططها ... وهنا تصبح مصر هي الهدف الأول للموْامرة وطلب الملك أن تصل رسالته هذه إلى عبد الناصر بأسرع وقت ...)فإذا كان الملك العتيد يعلم كل ذلك لماذا دخل تلك الحرب الموْامرة ليضيّع القدس والضفة الغربية
وتستمر المأساة الملهاة فالنظام المصري وبوق صوت العرب ( أحمد سعيد ) زرع السماء والأرض انتصارات وبطولات حتى بعد تدمير الطيران المصري وهو جاثم على الأرض خلال عشر دقائق صبيحة الخامس من حزيران - وملأ الأجواء بأسماء الصواريخ الروسية الصنع التي أطلقوا عليها ( الناصر والظافر والقاهر ) ولم يطلق منها صاروخ واحد على العدو الصهيوني سلمت قواعدها في سيناء كما هي دون تدمير للعدو __ وإذاعة دمشق سترميهم في البحر وسنجعل الأسطول السادس الأمريكي طعاماّ لأسماك المتوسط والشباب العربي مدعو إلى حيفا العربية المحررة بعد أيام فقط
كما صرح أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بما بلي : إننا سنساعد الإسرائيليين على تسهيل سفرهم بالبحر وإن كل من يبقى على قيد الحياة يمكن أن نبقيه في فلسطين ولكن في تقديري أنه لن يبقى أحد منهم على قيد الحياة
لقد استغلّ العدو الصهيوني ةمعه الإعلام الغربي كله كل هذه البتصريحات الغير مسؤولة لحشد التأييد له في عدوانه على الوطن العربي

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:05 AM
امعرفة كيف تمت تحت عين الشمس وكيف مرّت دون عقاب أو حتى يقظة ضمير وكيف كوفئ الخائن الأول وصحبه بالتربع على عرش سورية فوق أشلاء شعب حوله الطغاة إلى أشلاء وبقايا وطن أسير مرتهن ل ( الجندرمة الأسدية ) . لمعرفة كل ذلك نعود لماحل بالجيش السوري قبل هذه الخيانة وهل كانت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بعيدة عن تصفية كوادر الجيش الوطنية المجربة ومصادرة الحريات العامة وفي طليعتها الصحافة وحرية الأحزاب وسائر النقابات وموْسسات المجتمع المدني .. وإصدار قوائم العزل المدني لخيرة القادة الوطنيين الديمقراطيين بحجة اشتراكهم في حكومة الإنفصال تلك القوائم التي كان يعلنها وزير الإعلام في حكومة صلاح البيطار الأولى بعد انقلاب 8 اّذار ( المباركة ) الدكتور جمال الأتاسي وهذه الوزارة ووزير إعلامها وبقرار مما سمي مجلس قيادة الثورة - اغلقت ستة عشرة صحيفة حرة في دمشق والمحافظات دون أي حق في التعويض مع ختم مكاتبها ومطابعه بالشمع الأحمر كماقضى مرسوم قيادة الثورة العتيد بمصادرة مطابع هذه الصحف وموجوداتها لصالح خزينة الدولة ببيعها أو توزيعها على وزارات الدولة . كما نص على وضع الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لأصحاب هذه الصحف وزوجاتهم وأولادهم تحت الحراسة القضائية .. ( راجع مذكرات الأستاذ أكرم الحوراني ج4 ص 3184- 85 ومذكرات رئيس الوزراء خالد العظم )
كان ومازال المطلب الأول لأمريكا وإسرائيل في منطقتنا دعم الديكتاتوريات العسكرية ومصادرة أبسط حقوق الإنسان والحريات العامة ولم يكن صلاح البيطار وميشيل عفلق بعيدين عن هذا الهدف وكذلك همزات الوصل المتعددة بالإضافة للإرتباط بالسعودية وغيرها من أنظمة الوكلاء بالعمولة
إلى جانب تصفية الجيوش العربية كقوة مقاتلة في مواجهة الغزو الصهيوني . وتحويلها إلى فرق إنكشارية لحماية هذا الطاغية أو ذاك لحماية الكرسي وحسب
ومن هنا جاءت تصفية القوى الوطنية والكوادر العلمية العسكرية المتمكنة من العلوم العسكرية في الجيش التي كلفت خزانة الدولة مليارات الدولارات مرادفة لتصفية المجتمع المدني السوري وسلب أبسط حرياته وحقةقه .... ولعب النظامان الناصري والبعثي الديكتاتوريان الدور الرئيس في تصفية هذه القوي والطاقات الوطنية ...؟
سواء بالوفاق بينهما في طبخة الوحدة الإرتجالية التي توقع البعث منها أن يتسلم مفاتيح الوصاية عليها أو بالصراع بينهما بعد انقلاب 8 اّذار
كانت تصفية الجيش السوري مطلباّ أمريكيا هذا الجيش الذي منع إسرائيل من تحويل نهر الأردن وكبدها خسائر كبيرة كلما حاولت الإعتداء في البر والجو رغم تفوق السلاح الإسرائيلي والدعم الأمريكي وقد أعطى مجلس قيادة الثورة لنفسه السلطات الثلاث وحق التصرف بالجيش كما يحلو له وفي أوائل حزيران 1963 صدر مرسوم عما سمي - مجلس قيادة الثورة جاء في مادته الثامنة ما يلي : ( لمجلس قيادة الثورة مناقشة وإقرار تسليح الجيش العامل والإحتياطي وتكوينه وتخفيضه وحله بناء على اقتراح مجلس الدفاع ) يقول المرحوم الحوراني في مذكراته ج4 ص3191 ما يلي : ( عندما سمعت هذا المرسوم وأنا في مخبأي اعتبرت أن الحديث عن تخفيض الجيش أو حله ... هو رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل تعلن امتناع عن أي عمل عسكري لمنع إسرائيل من تحويل نهر الأردن ... كما قال : وهنا يحق لنا أن نتساءل هل كانت تصفية الجيش السوري بعد انقلاب اّذار مطلباّ أمريكياّ ؟؟ ... لقد استمر إصرار إنقلابيي الثامن من اّذار من العسكريين على استراتيجية تصفية الجيش السوري إلى ماقبل حرب حزيران 1967 بسبب التكالب على السلطة تحت مختلف الذرائع وبحجة تبني حرب التحرير الشعبية ....) واستبدلت القيادة العسكرية المتواطئة اّلاف الكوادر المسرحة بحوالي 700 ضابط إحتياط من معلمي المدارس وموظفي الدولة ليسدوا الشواغر الهائلة في مختلف قطعات الجيش التى كانت شبه مشلولة عشية خيانة حزيران التي خطط لها ونفذها حافظ الأسد وأسياده بكل بساطة .. بعد أن رفغته القيادة أو رفّع نفسه عام 1966 من رتبة مقدم إلى رتبة لواء شأنه شأن معظم فرسان عسكر الهزيمة قبل وبعد ها
كانت الصحف اللبنانية فقط تنشر قوائم الضباط السوريين المسرحين بعد كل عاصفة إنقلابية أو محاولة فاشلة وخصوصا صحيفتي - الحياة والنهار يمكن الرجوع إليها من تاريخ 8 اّذار حتى حزيران الخيانة 1967 التي أسموها نكسة
وفي محادثات الوحدة الثلاثية في القاهرة بتاريخ 14 - 3 -1963 وقف لوْي أتاسي الذي رفّع نفسه من عميد إلى فريق وأصبح رئيس دولة بعد الثامن من اّذار .ز متبجحاّ بما يلي : ( حتى الاّن صار عندي 300 ضابط مسرّح من مختلف الرتب وماشيين بالتسريح وأي إنسان لو أشك أنه لايسير مع اتجاهنا على طول يسرّح ... يعني لواء قد يكون المدى بتاعه أو الميزانية بتاعة 25 بالميّة موْمنة أحسن من ميّة بالمية ( أي عدد الضباط اللازم لقيادة لواء ) يكون ذلك تناقضات ومشلول ودي سياستنا دلوقت - الطبعة الأولى دار الإهرام ص 57 ) كان عبد الناصر وأركان نظامه يهشون لأقوال الوفد السوري ومما قاله فهد الشاعر عضو الوفد : ( إن التجانس العسكري والمدني سيكون دائماّ العامل المحرك لدفع القومية العربية إلى الأمام وحمايتها من أي خطر .... إن الأسلوب الذي أشار إليه الفريق الأتاسي هو المتبع في الجيش أي الإبقاء على العناصر التي توْمن بالعروبة والقومية ..)كما شمّل التصفية إلى جميع موْسسات الدولة المدنية وقال الشاعر ( لايمكنني أن أتصور وجود ضابطشيوعي يدين بلينين وستالين وماركس أو ضابط كردي يريد دولة كردية أو ضابط إنفصالي يسيطر عليه الدين .. في كتيبة مشاة ..الخ نفس المصدر ص 75 ) وبإمكاننا تحديد مجزرة تصفية الجيش السوري وتسريح خيرة كوادره حتى عشية خيانة حزيران بما يلي :؟
- 1
سرح خلال عهد الوحدة السورية المصرية : 1500 ضابط وضابط صف بما فيهم قيادة الجيش السوري وهيأة أركانه التي وقعت ميثاق الوحدة مع عبد الناصر في 23 شباط 1958 ظلماّ وعدوانا تحت ذريعة ( الخطر الشيوعي ) وقد وضع قوائم التسريح ضباط البعث مع عبد الكريم النحلاوي مساعد المشير عامر كما اعترف أمامي بذلك السيد مصطفى حمدون
-2
سرح أثناء عهد الإنفصال : 200 ضابط وضابط صف واغتيل عدد من الشبان الضباط على أيدي الإنقلابيين ابراهيم العلي وجاسم علوان في حلب في 22 اّذار 1962
-3
بعد انقلاب 8 اّذار تم تسريح أكثر من 1000 ضابط وضابط صف بذريعة ( الإنفصال ) فيما بينهم قيادة الأركان العامة وقيادات جميع القطعات العسكرية البرية والجوية والبحرية . كما سرحت دورات كاملة في الكلية العسكرية والمدارس العسكرية المختلفة
4-
في 18 تموز بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة التي قادها لوْي الأتاسي الاّنف الذكر مع جاسم علوان ومحمد الجراح ورائف المعري سرح أكثر من 200 ضابط وضابط صف كما أعدم في محاكمات كراكوزية في سجن المزة أكثر من 30 ضابط وضابط صف في مقدمتهم العقيد هشام شبيب قائد سلاح الإشارة والضابط بحري كلش وغيرهم من المدنيين والعسكريين الناصريين والقوميين العرب
- 5
سرح من الجيش والشرطة بعد انقلاب 23 شباط 1966 أكثر من 600 ضابط وضابط صف من أنصار الرئيس أمين الحافظ والقيادة البعث القومية
-6
كما سرح أكثر من 200 ضابط وضابط صف في محاولات الإنقلاب المتكررة خلال عام 1966 من قبل القيادة القومية وسليم حاطوم - محاولات فاشلة - وبهذ نكون قد بلغنا عشية حرب حزيران 1967 وقد خسر بل فقد الجيش السوري خيرة قياداته وكوادره التي شكل مجموعها التقريبي : 3500 ضابط وضابط صف
خدمة لمن تمت كل هذه التصفيات بل هذه الجريمة التي حلّت بشبابنا وجيشنا الذي كان وحده يرعب العدو الصهيوني .. كما سيأتي

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:06 AM
خيانة حزيران ...1967
في البدء أشكر الصديق القديم والضابط الوطني ( أ . ع ) على اتصاله الطيب اّملاّ اللقاء على أرض الوطن المحرر
كما أشكر الصديق عبد الكريم على اتصاله الكريم والصديق ( م . ش ) من روسيا اّملا وصول عنوانه البريدي ورقم هاتفه
إذا أمكن وأعد جميع الأصدقاء بمتابعة الكارثة الرئيسية في خيانة حزيران التي مازلنا تحت وطأة نتائجها حتى اليوم ....؟

ذكرت في الحلقة الثالثة ماحل بجيشنا الوطني ومجتمعنا المدني الحضاري والحريات العامة على أيدي العسكر وإنقلاباتهم العسكرية التي كان معظمها بدوافع مزدوجة خارجية معادية لقيام أي نظام وطني ديمقراطي ودولة القانون في سورية – او بدوافع اغتصاب السلطة والصراع على غنيمة الدولة وتحويلها إلى مزرعة خاصة لهذا الطاغية أو ذاك
ورأينا كيف نفذ ت عملية تصفية خيرة كوادر الجيش الوطنية تحت شتى الذرائع واستبدالها بضباط احتياط من الحزب القائد وترفيع الضباط الإنقلابيين لأنفسهم بشكل هستيري وصراعهم كالديكة على المناصب
وكمثال على صراع كتل الديكة العسكرية التي أجهزت على ماتبقى من الجيش هذا الصراع الذي تحول إلى صراع طائفي سافر حيناّ ومناطقي أحياناّ أقل .. فترفيع خافظ الأسد من مقدم إلى لواء دفعة واحدة دفع خصمه اللدود اللواء محمد عمران لللإستقالة بتاريخ 9/ 12 / 1964 من القيادة القطرية ومن مجلس الرئاسة . قبلت استقالته وأرسل سفيراّ إلى إسبانيا بتاريخ 17 / 12 ثم استقال من السفارة ولجأ إلى لبنان بعد عام 1970 واغتالته عصابة رفعت الأسد في منزله في طرابلس لبنان
بتاريخ 4/ 3 / 1972 وسرح جميع الضباط الموالين لعمران ومعظمهم من أبناء عشيرته ( الخيّاطين ) ثم أعيدوا للجيش ليدعموا إنقلاب حافظ الأسد طائفياّ عام 1970 وتتابعت التصفيات بين الديكة ومازالت كان اّخرها الزعبي و غازي كنعان .. وكان عناتر الجيش العقائدي والحزب القائد يبررون جرائمهم بشتى الأكاذيب والبالونات القومجية والتقدمية واليمين واليسار والتصحيح وحبل الكذب على الغارب فمن يردع عسكر الطاووس المهزوم أمام العدو المنتصر على الشعب بالسجون والقمع والإرهاب ... وأين هي القيادة السياسية التي أنجبت هوْلاء أو التي قبلت أن تتبنّاهم وتسير خلفهم تبرر جرائمهم ... سنرى ..؟
جاء في مذكرات الأستاذ الحوراني ج4 ص 3193 مايلي :
( لقد قال لي الدكتور فيصل الركبي أنه حاول تنبيه ميشيل عفلق بعد الخلاف بين أمين الحافظ والقيادة القومية وصلاح جديد والقيادة القطرية .. إلى أن هذا الخلاف سيوْدي إلى تمزيق الجيش فأجابه عفلق : إننا نرحب بهذا الخلاف الذي سيخلصنا من الجيش وتسلطه على الحزب وعلى الحكم ...كماقال لي نسيم السفرجلاني عندما كنت في العراق _ وهو من مريدي صلاح البيطار ومن المدنيين الذين برزوا بعد إنقلاب 8 اّذار - :
كان هذا موقف قيادة الحزب وكنا ترى أن يستلم العسكريون الحكم " ليجربوا أنفسهم " لأنهم سيمنون بالفشل وبعدها سيعود الحكم إلى المدنيين في الحزب ) هكذا قررت عبقرية الحزب القائد تحويل سورية إلى حقل تجارب للعسكر وهذه باكورة وعنوان رسالتها الخالدة وماذا يهم هذه القيادة مادامت محروسة من بنادق ( الحرس القومي ) التي استوردت من ابتكار جزّاري العراق بعد الثامن من شباط 1963 – شكل الحرس القومي لقمع الشعب وحماية النظام بقرار مجلس قيادة الإنقلاب الذي سمي ( ثورة ) بتاريخ 15 / 3 / 1963 ... وما دامت هذه القيادة في صف النظارة أمام كل ما يجري في الجيش تنتظر فشل العسكر لتحل محلهم ... فهل كان لدى هذه القيادة أيضاّ دخول الحرب ضد العدو الصهيوني عام 1967 ومصير الوطن حقل تجارب أيضاّ...؟؟؟؟؟
نعود لهيكلية الجيش عشية حرب حزيران ومدى جاهزيته وقدرته الحقيقية بعد كل التصفيات والسياسات العصبوية والطائفية والعشائرية التي نخرت وحدة الجيش والمجتمع . لذلك نستطيع القول إنه لم يكن أحسن حالا من الجيش المصري
ومن العودة لكتاب البريطلني ( باتريك سيل ) في كتابه ( الأسد ) الذي نشر بموافقته مع مكافأة للموْلف مقدارها مليون دولار نراه يقول : ( كان الجيش السوري غير موْهل للحرب تماماّ فكان قوة سيئة التدريب ناقصة الضباط تعداده خمسون ألفاّ . مجهزاّ بأسلحة فديمة منسقة من الجيش السوفياتي . كان لديه 500 دبابة نصفها صالح للإستعمال تدعمها 100 طائرة ميغ 17 ولكن دون قذائف للدفاع الجوي . بيد أن أخطر ضعف في هذا الجيش يكمن في هيأة الضباط التي أقعدتها حملات التطهير ) .... إذا كانت هذه المعلومات قد استقاها الموْلف من حافظ الأسد ووافق على نشرها ليبرر الخيانة فلماذا دخل الحرب وجرّ عبد الناصر والملك حسين إليها إذا ....؟؟؟؟ وجاء في مقال اّخر نشرته مجلة ( التايم ) الأمريكية في مطلع عام 67 ما يلي : ( إن هذا الجيش مسلح بأسلحة روسية قديمة يبلغ تعداده 60 ألفاّ بينما لدى إسرائيل جيش تعداده 350 ألفاّ كما تملك سورية 500 دبابة و126 طائرة منها 26 طائرة ميغ 26 فقط يمكن استخدامها في الخطوط الأمامية .. فالقوات السورية ناقصة بشكل مشين لأن التطهير شمل أكثر من نصف ضباطها . وعمداء اليوم كانوا نقباء منذ ثلاث سنوات فقط. وأكثر من ذلك فإن ثلث الجيش السوري مقيم في دمشق لدعم النظام وحماينه )
... لم تكن خطورة إغلاق خليج العقبة ومضائق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية بتاريخ 14 / 5 /1967 والطلب من القوات الدولية الإنسحابالفوري من مراكزها في سيناء فوراّ بتاريخ 17 / 5 لم تكن خافية على عبد الناصر ولا على الناس العاديين – ( يمكن مراجعة الطلب إلى القوات الدولية بالإنسحاب من سيناء والرسائل المتبادلة بين مصر ويوثانت أمين عام الأمم المتحدة اّنذاك في مذكرات محمود رياض ص 27 -30 - وفي كتاب الإنفجار لهيكل ص 464 ) .. إنها تعني الحرب ولاشيْ غيرها خصوصا وأن قادة الصهاينة كانوا يعلنون دوماّ واّخرها إعلان أشكول في 14 / 5 من نفس العام : إن هناك سببان للحرب : منع إ سرائيل من تحويل نهر الأردن – لذلك كانت مدفعيتنا تمنع أية اّلية تتحرك في مشروعاغتصاب الأردن باستمرار قبل إنقلاب 8 اّذار ( المجيد ) . والسبب الثاني إغلاق خليج العقبة في وجه الملاحة الإسرائيلية .. كما كشف لأول مرة رسمياّ المخطط الصهيوني بقوله : إن إسرائيل هي التي تختار الوقت والمكان والوسائل للمواجهة والحرب .. والأخطر من كل ذلك قال : إن الشرق الأوسط لن يكون بعد الحرب منطقة عربية وإنما منطقة قوميات وإثنيات متعددة (
بتاريخ 16 أيار 67 قطع السير في شوارع القاهرة الرئيسية لتأمين سير القطعات العسكرية المختلفة من الدبابات والمدفعية وناقلات الجند وغيرها التي اجتازت شوارع القاهرة في طريقها إلى مدن القنال فيما يشبه الإستعراض العسكري
وبتاريخ 30 أيار أعلن عبد الناصر : إننا سنقرر الوقت والمكان لبدء المعركة ولن نترك الإسرائيليين يقرروا ذلك.. وسبق له أت صرح قبل ثلاثة أيام فقط في 27 / أيار : بأن المعركة لن تكون محصورة في جزء من الوطن العربي إن هدفها الرئيسي تدمير الكيان الصهيوني –
رغم معاهدة الدفاع المشترك العربية استمر الصراع بين محوري سورية مصر – والأردن السعودية واستمرت الإتهامات والشتائم والتخوين في وسائل الإعلام والأنكى من ذلك أرسل حافظ الأسد سيارة مفخخة إلى موقع الحدود السورية الأردنية في الرمثا افجرت وذهب ضحيتها 16 شخصا بتاريخ 23 أيار أي قبل الحرب بأسبوعين فقط
وفي 12 / أيار أيضاّ وقف حافظ الأسد خطيباّ في مجموعة من ضباط الجبهة قائلاّ :
( إن الثورة مصممة أن تضرب أعداءها . كما أنها مصممة على سحقهم وتصفيتهم تصفية نهائية مرة واحدة وإلى الأبد ... كما قال : إننا نرجو ونتمنى أن يخوضوا معنا المعركة هذه المرة وإننا بانتظارهم ... وإذا كنا قد وقعنا في الماضي وارتكبنا مثل هذه الأخطاء وعفونا عندما لايجب أن نعفو وليس منحقنا أن نعفو . فلن نرتكب مثل هذه الخطيئة مستقبلاّ أبداّ .. – صحيفة البعث تاريخ 13 / 5 )
كما أعلن أحمد سويداني رئيس الأركان في نفس الإجتماع : إننا لن نسمح بأن تتسلل إلى صفوف الجيش عقيدة أخرى غير عقيدتنا مبرراّ تسريح مئة ضابط جديد من المناصرين لقيادة البعث القومية وللناصريين _
بعد كل هذه الرعونة والغباء السياسي والعسكري والتصريحات العنترية اللامسوْولة وارتفاع سيوف الخشب حول طواحين الهواء وضاع بوصلة معرفة الواقع والنتائج بأيدي حكام وقادة عاشوا بهورة الشعارات الفارغة في أبراجهم البعيدة عن الشعب المضطهد ... وبعد أن ضمنت إسرائيل عدم تدخل الإتحاد السوفياتي كما ضمنت كالمعتاد الدعم الأمريكي والبريطاني على وجه الخصوص . لم ينتظر قادة إسرائيل أكثر من ذلك لشن الحرب في هذه الفرصة السانحة التي قدمها الحكام العرب لها مجاناّ والتعاطف العالمي معها الذي صنعه الإعلام العربي الملغوم واللامسوْول والتصريحات السابقة للقادة العسكريين والمدنيين المزاودة والدونكيشوتية التي أوردنا جزءاّ صغيراّ منها أعلاه
كيف يمكن أن يصدق عقل إنسان بعد كل تصريحات عبد الناصر وإغلاق خليج العقبة وسحب قوات الأمم المتجدة التي تعني إعلان الحرب ولاشيْ غير ذلك كيف يصدق ألا توضع القوات المسلحة في أقصى درجات التأهب
ليلة الخامس من حزيران يقيم الفريق صدقي قائد سلاح الطيران احتفالا حضره معظم ضباط السلاح واستمر حتى فجر اليوم التالي .. دون أن تكون أية دورية طيران في الجو ودون أن يكون الطيارون على أهبة الإستعداد في قمرات طائراتهم

خلال عشر دقائق فجر الخامس من حزيران دمر الطيران المصري وهو جاثم على الأرض فى جميع المطارات دفعة واحدة إنها أكبر كارثة في تاريخ الطيران الحربي في العالم .... وبقي الجيش المصري في قطاع غزة وسيناء تحت رحمة الطيران الإسرائيلى المجهز بأكثر من ألف طائرة ميراج وفانتوم مزودة بأحدث الأجهزة والتسليح ... خسرنا الطيران كله ومازال أحمد سعيد يقول ياأخي العربي سنبيدهم لقد أسقطنا للعدو 70 طائرة وضواريخنا تطلق على تل أبيب ( صواريخ الناصر والظافر والقاهر- التي بقيت قواعدها في سيناء سليمة لم يوجد من يكبس الزر لتنطلق نحو إسرائيل . استولت عليها إسرائيل سليمة )
أما على الجبهة السورية لم يعلن حافظ الأسد الحرب حتى بعد ظهر الخامس من حزيران رغم غارات الطيران الصهيوني على المطارات السورية وتصدي طيارينا الأبطال بطائرات الميغ 17 للميراج والفانتوم . لكن حافظالأسد رفض طلب القيادة المشتركة في السادس من حزيران بدء الهجوم على طبريا وشمال فلسطين للتخفيف عن الجبهتين الأردنية والمصرية وكان الأمر متاحاّ لأن تسعين بالمئة من قوات العدو كانت على الجبهتين المصرية والأردنية . قاتل الأردنيون ببسالة دفاعاّ عن القدس والضفة الغربية رغم إمكانات جيشهم البدائية عدداّ وعدة وقامت الطائرات الأردنية التي لايزيد عددها عن عشرين طائرة من طراز ( هوكر هنتر ) البريطانية الصنع بقصف المطارات الإسرائيلية وقدم الجيش الأردني الصغير ا:كثر من ألف شهيد وأعطي الأمر بالإنسحاب إلى الضفة الشرقية لحماية الملكية المهددة ووافق على وقف إطلاق النار مع مصر في الثامن من حزيران
بقيت الجبهة السورية حصينة وسليمة حتى بعد ظهر التاسع من حزيران .... سنتابع ماجرى على هذه الجبهة وفي دمشق في الحلقة القادمة

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:07 AM
خيانة حزيران 1967 .. اليوم الأسود -
بعد توقف القتال على الجبهة الأردنية بقيادة اللواء المصري عبد المنعم رياض وقادة الجيش الأردني بعد قتال شرس قدم فيه الجيش الأردني أكثر من ألف شهيد في معارك غير متكافئة بالعدد والعدة وانسحابه إلى الضفة الشرقية لحماية العرش الهاشمي وإلقاء كل من الملك واللواء رياض مسوْولية الهزيمة على الاّخر
وقف عبد الناصر خطيباّ في القاهرة صبيحة التاسع من حزيران بعد انسحاب اّخر قطعة عسكرية مصرية من سيناء إلى ضفة القنال الغربية بعد خسارة عشرات الألوف من الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض قطاع غزة وسيناء ومات عدد كبير منهم من الجوع والعطش في قيظ الصحراء أو اغتيالا صهيونياّ لئيما في الأسر وملأت الدبابات والاّليات والمعدات المدمرة من طيران العدو أرجاء سيناء .....
وقف غبد الناصر ليعلن تحمل كامل المسوْولية عن الهزيمة وأعلن في نهاية خطابه استقالته من رئاسة الجمهورية وتكليف نائبة زكريا محيي الدين بتولي الرئاسة ,,, و مهما قيل عن هذا الإخراج المسرحي لهذه الإستقالة فإن الشعب في مصر والوطن العربي اعتبرها إهانة كبرى أكبر من الهزيمة العسكرية بحسه الوطني والقومي السليم وخرج رافضاّ طالباّ العودة عن الإستقالة لاحباّ بالديكتاتورية بل انتصاراّ للكرامة الجريحة أمام عدو متغطرس
برّر عبد الناصر الهزيمة بخطاب طويل سطحي لم يذكر فيه أية كلمة عن الأسباب الحقيقية للهزيمة وفي مقدمتها ديكتاتوريته التى استعبدت الشعب وأبعدته عن مصدر القرار لتقرير مصيره ووضعت جميع الكوادر والقوى الوطنية والتقدمية والعلمية الديمقراطية في الجيش والشعب في السجون والمنافي والقبور وفي مقدمتهم أبطال ثورة 23 تموز التى لم يكن هو وقيادته منهم ...
برر الهزيمة بما يلي :
لقد كانت الحسابات الدقيقة لقوة العدو تظهر أمامنا أن قواتنا المسلحة مما بلغته من مستوى في المعدات وفي التدريب قادرة على رد العدو وردعه . وكنا ندرك أن احتمال الصراع بالقوة المسلحة قائم . وقبلنا المخاطرة
وفي نفس الليلة فإن السفير السوفياتي طلب مقابلتي بصفة عاجلة في الساعة الثالثة والنصف من بعد منتصف الليل .. وأبلغني طلب الحكومة السوفياتية أن لانكون بادئين بإطلاق النار
وفي صباح اليوم الإثنين الخامس من حزيران ( يونية ) جاءت ضربة العدو . وإذا كنا نقول الاّن بأنها جاءت بأكبر مما توقعناه فلا بد أن نقول في نفس الوقت وبثقة أكيدة أنها جاءت بأكبر مما يملكه مما أوضح منذ اللحظة الأولى أن هناك قوى أخرى وراء العدو جاءت لتصفي حساباتها مع حركة القومية العربية
- ولقد كانت هناك مفاجاّت تلفت النظر : أولها إن العدو الذي كنا نتوقعه أن يأتينا من الشرق ومن الشمال جاء من الغرب الأمر الذي يقطع بأن هناك تسهيلات تفوق مقدرته وتتعدى المدى المحسوب لقوته وقد أعطيت له ... الخ
- هذا أبرز ماجاء في تبريرات الهزيمة بعيدا عن الحقيقة .. فإذا طلب منه السفير السوفياتي ألا يكون بادئا بالقتال فهل هو موظف لدى القادة السوفييت لينفذ إرادتهم ؟؟ وهل هذا مبرر لعدم وضع الجيش والطيران على وجه الخصوص في أعلى درجات الإنذار والتأهب .... أما قصة الطيران المضحكة المبكية هل هذا كلام رئيس وقائد عسكري مسوْول – توقعنا أن يأتينا طيران العدو من الشرق والشمال فجاءنا من الغرب - من أية جهة جاء طيران العدو ستكون النتيجة واحدة لأن الطيران وضباطه لم يكن مستنفراّ وكان قائده وضباطه في حفلة قصف ورقص حتى صباح الخامس من حزيران ... ولم يكن في الجو أية دورية طيران محلقة ولا أية طائرة إنذار في الجو ..أليست هذه الحقيقة التي اعترف بها الجميع دون الإلتفات لما جاء في الإعلام الصهيوني والكتاب الذي أصدره بعنوان ( تحطمت الطائرات عند الفجر ) متبجحا بقدرة الموساد الصهيوني ,
- أما تعليق كل هزائمنا على مشجب الأمبريالية والإستعمارالذي أنشأ إسرائيل وسلحها بأحدث الأسلحة ومازال لتكون ثكنة أمامية له تحمي منطقة نفوذه واّبار نفطنا الذي تهيمن عليه شركاته ... فهذا منتهى السطحية والضحك على الشعوب وتبرير جرائم وخيانات الأنظمة العربية والديكتاتوريات العسكرية منها قبل غيرها .. لأن الأمبريالية نفسها سيدة إسرائيل هي التي دعمتهم وباركتهم منذ وضعهم أول جزمة عسكرية وأول كرباج قمع وتعذيب على رقاب شعبنا المستعبد ووطننا الأسير ...
هذا ما اعتاد عليه الطغاة يشتمون الأمبريالية ليل نهار وينفذون إرادتها عملياّ سواء كان ذلك بالإتفاق السري أو الضمني إلى جانب الكواهين المزروعين في هذه الأنظمة الفاشية التي لم يكشف منهم سوى كوهين واحد بطريق الصدفة عام 1965 بواسطة السفارة الهندية بدمشق وبهمة وجدارة الضابط الوطني العقيد ( وداد بشير ) قائد سلاح الإشارة يومها .. وأعدم هذا الجاسوس في ساحة المرجة بدمشق عام 1965 ....
ملاحظة : اعتقل حافظ الأسد العقيد الشهيد ( وداد بشير ) بعد اختطافه من لبنان ووضعه في إحدى زنزانات سجن المزة حتى استشهاده 1991.... لمصلحة من وكرمال عيون من تمّت هذه الجريمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عبد الناصر اعترف بالهزيمة وأحال للقضاء وزير دفاعه عامر ورئيس أركان جيشه شمسي بدران ورئيس مخابراته صلاح نصر .. فماذا فعل حافظ أسد وأركانه وقائد جبهة الجولان بعد تسليم الجولان دون قتال وأمر الجيش بالإنسحاب الكيفي .. وإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل أربع وعشرين ساعة من دخول أول دبابة صهيونية إليها .. وفرار قائد الجبهة ( أحمد المير ) من القنيطرة ممتطياّ ( صهوة ) حمار متنكراّ بزي فلاّح حتى وصل إلى قرية ( نوي ) المعروفة في حوران - ؟؟؟؟ وما أعلن في دمشق عن انتصارنا والمكافاّت التي أغدقت على الضباط المهزومين ؟ والأبطال الذين رفضوا الإنسحاب وقاتلوا حتى نالوا شرف الشهادة - وقضية اللواء 70 - وشهادات رئيسية لضباط وطنيين عاشوا المأساة ولمسوْ لين وطنيين غرّر بهم حافظ الأسد يومها _ مروراّ ببطولات الطيارين السوريين الشهداء وإلى الحلقة القادمة




بقيت الجبهة السورية صامدة سليمة حتى صبيحة التاسع من حزيران وأمام استحالة اختراقها من قوات العدو البرية رغم تفوقه بالعدد والعدة باعتراف جميع الخبراء العسكريين الغربيين والعرب نظراّ لتحصيناتها الرائعة تحت الأرض ومعنويات شبابنا العالية وموقعها الجغرافي المسيطر على غور الأردن والجليل شمال فلسطين ... حتى أن موشي دايان قائد جيش العدو صرح لصحيفة معاريف الصهيونية بعد ا لأستيلاء على الجولان بقوله : لم أكن أفكر بتاتاّ باقتحام الجبهة السورية لولا توفر الظروف الملائمة بأقل الخسائر – فما هي الظروف الملائمة هذه التي وفرها له حافظ الأسد دون أن يفصح عن ذلك .. سنرى ..؟
مع وزير الإعلام السوري اّنذاك الأخ والصديق الدكتور محمد الزعبي المقيم في ألمانيا حاليا :
هذا الوطني الغيور الطيب والدمث الأخلاق تعرفت عليه منذ سنوات في باريس في منزل المناضل الوطني زاهي القائد وقص علينا ماجرى معه صبيحة التاسع من حزيران 1967 كما نشر ذلك بعد ذلك في الصحافة قال : أ بلغني حافظالأسد من غرفة العمليات بسقوط مدينة القنيطرة بيد العدو الصهيوني وطلب مني إذاعة البلاغ العسكري في الإذاعة والتلفزيون الذي يحمل الرقم 66 الذي يعلن سقوط مدينة القنيطرة . وفي الحقيقة ترددت في إذاعة هذا البلاغ ثم أعاد حافظ الإتصال ثانية كما اتصلت قيادة سياسية طالبة مني إذاعة البلاغ فأمرت بإذاعته . وبعد ساعة فقط اتصل بي حافظ الأسد قائلا : حرفياّ - بتعرف يامحمد كان إذاعة البلاغ 66 خطا... أجابه الأخ محمد الزعبي أنت وزير دفاع مين أخبرك بسقوط القنيطرة .؟ أجابه حافظ : والله أخبرني أحد الملازمين --- من هذا الملازم الكاذب الذي يبني وزير الدفاع بلاغه على معلوماته ,,,,, إذا كان البلاغ كاذبا باعتراف الأسد لماذا لم يكذبه فوراّ بالبلاغ العسكري رقم 67 لإنقاذ الموقف وكيف يأخذ وزير الدفاع معلوماته من ملازم صغير ولا يأخذها من غرفة عمليات الجبهة التى كان فيها رئيس أركان الجيش السيد أحمد السويدانى ومساعده اللواء عواد باغ وغيرهم الذين لم يغادروا القنيطرة إلا بغد أكثر من عشر ساعات من إعلان سقوطها وكانت القوات الصهيونية لاتزال على بعد خمس كيلو مترات منها وبعد فرار قائد الجبهة أحمد المير فور سماعه البلاغ رقم 66 كأنه على اتفاق مسبق مع حافظ – فر أحمد المير كما ذكرت سابقاّ على صهوة حمار متنكراّ بزيوملابس فلاح بعد أن خلع بزته العسكرية وألقى سلاحه الشخصي في منزل الفلاح ووصل إلى بلدة نوى في حوران بهذا الشكل .....
بهذه السهولة وهذا الغباء الذي لم يوقف ويحاكم فوراّ مررّ حافظ الأسد بلاغ الخيانة رقم 66 فماذ حصل في الخطوط الأمامية للجبهة الصامدة عندما سمع ضباطها وجنودها من أجهزة الراديو التي يحملونها بلاغ سقوط مدينة القنيطرة الواقعة خلفهم على مسافة خمس وعشرين كيلو متراّ ونيف ...... هذا يعني أن العدو قام بإنزال جوي خلفهم واحتل المدينة وإنهم أضحوا مطوقين من الخلف والأمام ....لم يكتف حافظ الأسد بذلك ... خشي أن تتمرد بعض قطعات الجيش وترفض الإنسحاب من الجبهة والجولان عموما فأصدر أمراّ عسكرياّ بالإنسحاب الكيفي _ خطين تحت الكيفي - ولماذا لايكون إنسحاباّ منظما يحافظ فيه الجيش على كيانه وسلاحه ومعنوياته هذا في حال وجود ضرورة قصوى للإنسحاب كما حدث في جميع الحروب .. أما الإنسحاب الكيفى وفرار قيادة الجبهة تبعها فرار الضباط بسياراتهم تاركين الجنود كالقطيع التائه لايعرف بأي اتجاه يهرب قسم من الجنود السوريين وصلوا إلى جنوب لبنان وقسم من جنود القاطع الجنوبي وصلوا إلى الأردن والقسم الأكبر وصل دمشق بشكل مأساوي بعد يومين أو ثلاثة
مع وزير الصحة اّنذاك السيد عبد الرحمن الأكتع :
-------------------------------------------- عبد الرحمن من زملاء الدكتور الأتاسي والدكتور زعيّن في جامعة دمشق أعرفه كما أعرف الاّخرين خلال نضالنا المشترك ضد ديكتاتورية أديب الشيشكلي . وإن كانت صداقتنا مع نور الدين متميزة لقضائنا معاّ عاماّ في سجن تدمر ....
يوم التاسح من حزيران 1967 كان عبد الرحمن في مستشفى القنيطرة يشرف بنفسه على العمل الطبي صعق عندما سمع بالراديو بلاغ سقوط القنيطرة وهو على اتصال دائم مع الوحدات الطبية الموزعة على طول خط الجبهة .. انتفض فوراّ واتصل بحافظ الأسد وبالقيادة محتجاّ : كيف تذيعون سقوط القنيطرة أنا أكلمكم من القنيطرة . لايوجد أي جندي إسرائيلي فيها أو حولها .... إن هذا البلاغ خيانة خيانة ... طلبوا منه العودة إلى دمشق
وأثناء إنعقاد مجلس الوزراء والقيادة العسكرية .. طلب فتح تحقيق حول ماجرى في الجولان وإصدار بلاغ سقوط القنيطرة
وقال لحافظ إن إذاعة هذا لبلاغ خيانة سافرة أياّ كان صانعها .. فما كان من حافظ بطل الجريمة إلا الإعتداء عليه بالضرب أمام الحميع .... فما كان من هذا الطبيب الوطني الغيور على وطنه إلا أن قدّم استقالته وغادر سورية إلى ألمانيا وطمست
قضيته حتى اليوم
مع اللواء 70
----------- اللواء سبعين أفضل قطعات الجيش السوري كوادراّ وتسليحاّ . كان قائده يومها اللواء عزت جديد ... بعد إعلان بلاغ سقوط الجولان وماحل بالجبهة وجنودها تحرك هذا اللواء نحو الجولان ودخل مدينة القنيطرة بأمر من القيادة السياسية . كما قيل .. وبدأ باتخاذ مواقعه جنوبها دون أن يجابه جندياّ صهيونياّ واحداّ ... لكن حافظ الأسد أمره بالعودة فوراّ إلى دمشق باسم حماية الثورة -
حدثني أحد الأصدقاء وهو كاتب وأديب مقيم في بريطانيا التقيت به في احتفالات ( المربد ) في بغداد عام 1989 عن أيام عزت جديد الأخيرة في أحد مستشفيات لندن :: كيف كانت المخابرات الأسدية تحتل غرفته في المستشفى حتى تأكدها من وفاته . بعد أن تسرب إليها تيقظ ضميره وهو على فراش الموت وطلب اللقاء مع الصحفيين ليكشف أسرار تسليم الجولان للعدو الصهيوني وخيانات الزمرة الأسدية ....؟؟؟
حاول بعض الضباط الصغار بمبادرات شخصية تشكيل خط مقاومة جديد في الجولان لكن دون جدوى ... لذلك لم يبق سوى الموقف الشخصي الذي يرضي ضمير ووطنية كل ضابط . ومن يسمع ما حل بجيشنا وماحل بسكان الجولان الذين وقعوا ضحية المخابرات الأسدية التي بثت الرعب في صفوفهم ودفعتهم لمغادرة منازلهم وقراهم باستثناء ثلاث قرى من طائفة معينة
.. ليحملوا اسم ( النازحين ) من مبتكرات الإعلام الأسدي والحقيقة هم مهجرون رغم إرادتهم بل بإرادة المخابرات الأسدية لذلك أطلق جميع الناس في الداخل والخارج المقولة التالية : لقد باع الأسد القنيطرة مفروشة للصهاينة ....ثم أعادها له كيسنجر أطلالاّ مهدمة ( ليشحذ مساعدات عليها ) ضمن صفقة ومسرحية حرب تشرين التحريكية 1973
كان الضباط الموالون للأسد يهللون بعد ا اخيانة : لهزيمة عبد الناصر كأنه عدوهم وليست إسرائيل هذا ماأعلنه الضابط الأقرب لحافظ المدعو ( سليمان العلى ) المهم تمريغ رأس ناصر في الهزيمة على الملأ وهو منسحب من الجبهة , وهذا لسان حال سيده ..؟؟؟؟
بقي في الجبهة ثلاث فرسان رفضوا الهزيمة ورفضوا أوامر الإنسحاب ونصائح الزملاء المنسحبين وقادتهم
نال إثنان منهم شرف الشهادة ونجا الثالث باعجوبة مع جنودهم الأبطال
إنهم : محمد سعيد يونس - ورفيق سكاف – وأسعد بدران سنفصل استشهادهم بعد التحامهم مع قوات العدو وتكبيده خسائر فادحة بعد أن كان يتقدم متغطرساّ كأن قواته في نزهة تسير في الرتل
أما في دمشق فقد أعلن أننا انتصرنا لأن العدو لم يستطع إسقاط النظام الوطني التقدمي ..
أما رئيس أركان الجيش السيد أحمد سويداني وبعض الضباط الوطنيين منهم المقدم الوطني مصطفى العاص وغيره فقد طالبوا بمحاكمة المسوْولين عن الهزيمة الكارثة . كان مصيرهم الإعتقال بعد إنقلاب الأسد 1970 وظلوا رهن الإعتقال الكيفي عشرات السنين ... بينما منح الضباط الذين فروا من الجبهة الرتب الإضافية والرواتب والمكافاّت ... وسرح كل من كشف تاّمر وزير الدفاع الأسد أما قائد الجبهة أحمد المير كوفئ بتعيينه عضواّ في القيادة القطرية للحزب القائد
...... بعد الإنسحاب الكيفي وتشرذم بل تشتت الجيش أصبح دمشق مفتوحة تماما أمام العدو وكما قال لي أحد الضباط الكبار الشرفاء : لم تبق قطعة عسكرية نظامية بين دمشق والقنيطرة ولوا أراد العدو دخول دمشق لدخلها على الدراجات - ولا تزال دمشق عسكرياّ تحت رحمة العدو . وتعتبر ساقطة عسكرياّ وفق إتفاقية الأسد كيسنجر بعد حرب 1973
فأين وقف جيش العدو وكيف وضعت حدود فصل القوات ووضع قوات الطوارئ الدولية في الجولان ؟؟؟؟؟ سنرى في الحلقة القادمة

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:09 AM
لماذا نصر على كشف حقيقة هذه الخيانة السافرة في هذه الأيام . وهذا ما سألنا عنه الكثير من الأصدقاء الطيبين الذين اختلطت امامهم الرؤى بين النظام وسيدته أمريكا وبين النظام و معارضة المناسبات والعرائض .....
نكتب الاّن لأن الدرك الاّسن الذي الذي أشاده نظام الجريمة المقننة والمستمرة وأعدم الفكر والعقل وكرامة الإنسان بين أسواره وغسل يديه من دم الضحية في مياه المستنقع الذي استطاب العيش فيه وأرغم الاّخرين على ذلك
إن تلك الخيانة التي أوصلت صاحبها إلى سدّة الرئاسة الديكتاتورية ... هي المقدمة لكل ماحل بشعبنا وأحراره حتى اليوم بعد بلوغ هذا النظام المتهم بقتل شعب بكامله ووطن بكامله قبل إتهامه بجرائم قتل فردية نستنكرها في لبنان الشقيق . بعد بلوغه أعلى درجات الإصابة بمرض ( الفوبيا) الخوف والرعب من الكلمة الحرة والتوقيع على عريضة ..ليضع وراء القضبان الكلمة والرأي الاّخر بدم بارد ويحرم عائلات أصحابها من العمل ولقمة العيش وسبق له ارتكاب مثل هذه الجريمة مع المئات بل الاّلاف من معتقلي الرأي والضمير وسلبهم حقوقهم المدنية بأحكام جائرة ...... الأرض تدور والعالم كله يتطور الحيوان والنبات يتطور حتى سكان الكهوف والغابات انتظموا بإرادتهم خلف دولة القانون واحتكموا للقضاء المستقل وبقي النظام الأسدي وحده خارج القانون دون حسيب أو رقيب منذ خيانة حزيران حتى اليوم وبإمكاننا أن نضع هذه الكارثة حداّ فاصلا لمرحلة السقوط المستمرة حتى اليوم .....لهذا نتابع الكتابة
إعلان سقوط القنيطرة وأمر الجيش بالإنسحاب الكيفي من الجبهة
رأينا في القسم السادس كيف أصد ر الأسد البلاغ العسكري رقم 66 في التاسع من حزيران الذي أعلن فيه سقوط مدينة القنيطرة ثم أتبعه بأمر الجيش الكيفي من الجبهة قبل الإلتحام به .. ورأينا شهادة السيدين وزير الإعلام ووزير الصحة السوريين يوم الكارثة .... ورغم هذه الخيانة الخسيسة التي كان بطلها وزير الدفاع ( الأسد ) وجد من رفض الإنسحاب من شبابنا وهم الشهيدان محمد سعيد يونس . ورفيق سكاف . والبطل الذي نجا من الموت وأحاله النظام إلى المحاكمة بتهمة التمرد على أوامر الإنسحاب الكيفي
- 1 – النقيب محمد سعيد يونس : قائد سرية دبابات في بلدة المنصورة جنوب القنيطرة رفض الإنسحاب مع عدد قليل من جنوده بعد أن انسحب اللواء التابع له في التاسع من حزيران لم يشاهد أي جندي أو اّلية إسرائيلية وبقى حتى بعد ظهر اليوم التالى حتى تقدمت نحو مكمنه مقدمة قوات استطلاع العدو فتمكن من إبادتهم مع جنوده واستمر في المقاومة حتى استشهد مع جنوده
- -2 رفيقنا الملازم أول ‘حتياط والمحامي رفيق سكاف قائد وحدة مدفعية مضادة للطيران . استخدم مدفعيته ضد قوات العدو المتقدمة بعد ظهر العاشر من حزيران في منطقة – تل الفرس - وكبدهم خسائر كبيرة .. حدثني زميل له شاهد المعركة وهو منسحب من الجبهة قال : بعد القصف الجوي على مرابض المدفعية خرج بعض الجنود محاولين الفرار كغيرهم . نزل رفيق من ظهر التل يشجعهم وأعادهم إلى مواقعهم وأوقفوا تقدم العدو وكبدوه خسائر فادحة قبل أن يعود طيران العدو لقصفهم حتى استشهدوا جميعاّ
- يقف رفيق أمامي بوجهه الصبوح وابتسامته التي لاتفارق ثغره وأنا أكتب هذه الأسطر بألم ويرن صوته الجهوري في أذني يوم كنا نهتف معاّ ضد ديكتاتورية الشيشكلي في تظاهرات الجامعة ... ولاأنسى يوم زارنا في المنزل قبل حرب حزيران بأسبوع فقط وهو في طريقه إلى الجبهة ... ولا أعلم كيف خطر له يومها أن يهديني صورته الشخصية ويكتب عليها أجمل الكلمات لاأزال أحتفظ بها - وكيف ودعته مع زوجتي وأولادي حينها قال أذكرونا قد لانلتقي ثانية ..... ما نفع الدموع التي ودعناك بها يارفيق وودعنا بها جولاننا وشهداء نا والخونة تربعوا على رقابنا أربعة عقود ومازال ورثة الخيانة على الأشلاء يرقصون ومازالت الإمعات ووعاظ السلطان وعاهرات الزمان وكل البغاة والزناة يتجمعون . يتكورون في السرداب يعضون بالنواجذ لتبقى أبواب السجن الكبير معهم
- - 3 النقيب أسعد بدران : ضابط مشاة في إحدى ثكنات الجيش المتقدمة في منطقة الخشنية مطلّة على طبريّا قائده من أقرباء حافظ الأسد برتبة مقدم . عندما شاهد قوات العدو تتقدم نحوهم طلب من بطلنا أسعد أن يستسلم معه رفض الإستسلام وقال له استسلم لوحدك أنت حر بالفعل تقدم المقدم الأسدي رافعاّ يديه باتجاه العدو الذي أخذه أسيراّ
- بقي أسعد وجنوده كامنين حتى تقدم العدو بالرتل مطمئنا بعدم وجود قوات سورية حتى أضحى على مرمى اسلحتهم . وانهالوا على العدو بمالديهم من سلاح وذخيرة ... قتل قائد رتل العدو الذي كان واقفاّ في سيارة الجيب الأمامية . ولجأ الاّخرون إلى الحفر التي تركها الجيش في الجولان فطاردهم أسعد وجنوده بالقنابل اليدوية وقنابل الهاون وبعد ساعات طوّ ق العدو الثكنة قاتل الجميع حتى استشهد معظمهم وتمكن البطل أسعد مع إثنين من جنوده الإنسحاب من تحت إسلاك الثكنة والزحف لمسافة طويلة حتى النجاة وهم جرحى ينزفون توفي أحد الجنديين ونجا أسعد وجندي واحد بقي شاهداّ مع أسعد في المحكمة العسكرية التي أحيل إليها بتهمة رفض الإنسحاب من الجولان ( رفض الأوامر ) - نقل لي الضابط المظلي الوطني والصديق الوفي المشرد مثلنا في أوربا ( ذ - ش ) قصة البطل أسعد بدران الذي سرّح من الجيش كغيره من الوطنيين الصادقين ولم يعلم مصيره بعد خروجه من السجن
- كيف وضع خط الفصل مع قوات العدو في الجولان وخط الهدنة الدائمة ,,,؟؟؟؟
- ----------------------------------------------------------------
- تأخر قبول وقف إطلاق النار على الجبهة السورية رغم قبوله على الجبهتين الأردنية والمصرية منذ الثامن من حزيران ... وبعد كل ماسبق ذكره لم يبق بين دمشق والجولان أية قطعة عسكرية نظامية سورية حتى يوضع خط الهدنة’ وفصل القوات ووضع قوات الطوارئ الدولية بين الطرفين هذا ما أكده لنا مصدران وطنيان موثوقان
- الأول : الضابط الوطني الصادق ( .... ) الذي ربطتني به صداقة بعد عام 1968 تقريباّ الذي كان قبل حزيران مفرزاّ من الجيش ليكون مترجماّ ومرافقاّوضابط اتصال مع هيأة الرقابة الدولية على خطوط الهدنة التي رسمت عام 1948 وقد حدث الكثير من الأصدقاء وخصوصا القائد الوطني أكرم الحوراني الذي أورد شهادة هذا الضابط في مذكراته سأوردها كما جاءت في المذكرات ج 4 ص 3522 : ( هذا ما رواه لي شخصيا ضابط الإحتياط الذي كان مفرزاّ من الجيش ليكون مترجماّ وضابط إتصال مع هيأة الرقابة الدولية على خطوط الهدنة .. قال الضابط : ( بعد قبول سورية وقف إطلاق النار كلف مجلس الأمن هيأة الرقابة الدولية على خطوط الهدنة السابقة للإشراف على وقف إطلاق النار والفصل بين الجيش السوري والإسرائيلي . فاتصلت بي هيأة الرقابة لمرافقتها فذهبت بمفردي معهم إلى مدينة القنيطرة فلم أر في طريقي من دمشق إلى القنيطرة أي أثر للقوات السورية . ولم يكن الجيش الإسرائيلي قد تجاوز بعد في تقدمه المدينة
- عندما وصلنا إلى مدينة القنيطرة طلب ضباط هيأة الرقابة الدولية الإجتماع بالقائد المسؤول في الجيش الإسرائيلي ليشترك في وضع ترتيبات وقف إطلاق النار . فأجابهم الإسرائيليون : إن القائد المسؤول غير مستعد الإجتماع بهم الاّن . وعليهم أن يعودوا إليه بعد أربع ساعات . لقد أدرك ضباط هيأة الرقابة إن امتناع القائد الإسرائيلي الإجتماع بهم ماهو إلا لإعطاء الفرصة للجيش الإسرائيلي كي يتقدم نحو دمشق ويوسع رقعة احتلاله للجولان وقالوا للضابط السوري
- كم كنا نتمنى أن نرى أية قوة سورية هنا حتى ولو كانت من الشرطة حتى نعتبر مكان وجودهم الحد الذي يجب أن يقف عنده الجيش الإسرائيلي .. وبالفعل فإن هيأة الرقابة عندما عادت وجدت أن الجيش الإسرائيلي قد تجاوز في تقدمه مدينة القنيطرة عدة كيلومترات إلى ما بعد جسر الحميدية باتجاه دمشق )
- وهكذا يقول الضابط الصديق الذي أتمنى له طول العمر : إن الجيش الإسرائيلي هو الذي وضع خطوط وقف إطلاق النار في الجولان بنفسه
- الشهادة الثانية التي تؤ كد الشهادة الأولى هي شهادة قائد جيش اليرموك الفلسطيني الصديق المرحوم عبد العزيز الوجيه الذي توجه إلى الجولان على رأس جيش اليرموك بطلب من وزير الدفاع ورئيس منظمة التحرير السيد الشقيري .بعد غياب أي قطعة عسكرية سورية ...
- بعد أيام قمت بزيارته برفقة الضابط المسرح من الجيش السيد ( م محمد ) في منزله في حي المجتهد - وماجد من رفاق المرحوم عبد العزيز ومحموعة الضباط الوطنيين الفلسطينيين في الجيش السوري الذين سرحتهم الديكتاتورية إبان عهد الوحدة السورية – المصرية ظلماّ وافتراءا .....حدثنا المرحوم ( أبو محمود ) عن كارثة تسليم الجولان دون قتال قال :: توجهنا من دمشق باتجاه القنيطرة حتى بلغنا قرية ( سعسع ) ثم تقدمت طلائع اللواء حتى بلغت ( خان أرنبة ) وأبلغهم مراقبو الأمم المتحدة بالتوقف لأن القوات الإسرائيلية على بعد كيلومتر فقط عند جسر الحميدية ....
- لم يعلموا قوات الأمم المتحدة بأنهم من جيش اليرموك . بل من الجيش السوري حسب الأوامر المعطاة لهم ثم تمركز اللواء حول سعسع .... وصف لنا المشهد الدرامي بصدق :: لم نشاهد أية قطعة عسكرية نظامية أو غير نظامية ولاحتى سيارة شرطة واحدة منذ خروجنا من دمشق حتى مدخل الجولان .. وجدنا اّلاف قطع السلاح ملقاة على الأرض . واّليات مختلفة لاتزال سليمة بينها دبابات ومجنزرات وقطع مدفعية بعضها لاتزال محركاتها تدور سليمة تركها أصحابها وفروا بأمر وزير دفاعهم .... وشرح لنا المزاعم الكاذبة التي بثتها مخابرات النظام بأن سبب الهزيمة تفوق طيران العدو وتخلف الأسلحة السوفياتية . قال : لقد دقصفنا الطيران الإسرائيلي عدة مرّات كنا نطلق عليه كل أسلحتنا بما فيها الكلاشنكوف . ومنعناه من الإنقضاض ومن إصابة أي هدف .. أسقطنا طائرة للعدو بصاروخ ب7 المحمول على الكتف :كانت خسارتنا خلال عشرين يوماّ شهيدين وبعض أدوات مطبخ اللواء وبقينا طيلة هذه المدة نطعم الجنود طعاماّ مطبوخاّ .. كما قال : مع الأسف أقول بصراحة لوأراد الصهاينة دخول دمشق لدخلوها على الدرّاجات .. إنها الخيانة ولاشيْ غيرها
- وكان عدد الشهداء من الجنود البوْساء 150 شهيداّ لاأكثر كأن هذه الكارثة حادث سير عادي يذهب ضحيته أكثر من هذا العدد..... ننتقل من الجولان الذبيح إلى دمشق الحزينة المكلومة لنتابع المأساة التي فرّخت هذا الوريث السادي كأبيه ليتابع الميراث الأسدي على أشلاء شعب وبقايا سجن كبير يدعى وطن . وإلى الحلقة القادمة

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:11 AM
تتمة ما نشرناه في حزيران الفائت على هذا المنبر الحر الذي حالت الأحداث الخطيرة التي تعرض لها الوطن في المشرق العربي ومازال دون استكمالها
لابد لي بهذا الصدد إلا أن أحييّ الضابط الوطني السوري الشجاع اللواء – أديب الأمير – الذي كان أحد قادة جبهة الجولان في هذه الحرب والشاهد الصادق على بعض مجرياتها . وأشكره على مقاله الذي نشر على موقع
- أخبار الشرق _ بتاريخ : 27 / حزيران / 2006 – تحت عنوان – هل كان يمكن تجنب الهزيمة عام 1967 –
- الذي كان الشهادة الأولى من قائد عسكري ميداني سوري عاش مع أصحاب القرار في القيادة العسكرية في القاهرة ودمشق . وفي الميدان في القاطع الجنوبي من جبهة الجولان .
- وبما أن مضمون شهادته الهامة تتطابق ضمنا مع ما نشرناه في الحلقات السابقة صراحة أو قراءة بين السطور وفق الظروف المعروفة التي تحيط بأحرار شعبنا في هذا الزمن الردئ . فلا بد لنا من اختزال بعض المقاطع الهامة من مقاله الطويل
- كان هذا الضابط المسوْول الأول عن الجبهة السورية في القيادة العربية الموحدة في القاهرة التي كان يقودها الفريق أول علي عامر وكان المرحوم اللواء عبد المنعم رياض رئيساّ لأركانها ...
- الذي يهمنا من المقال الشطر المتعلق بالجبهة السورية بعد استدعائه إلى دمشق فوراّ على أول طائرة قادمة من القاهرة بتاريخ 29 أيار 67 أي قبل أسبوع فقط من الحرب ...وهذا أهم ما جاء في المقال :
- ( حطّت الطائرة في الساعات الأولى من صباح 29 / 5 في مطار المزة وتوجهت فوراّ إلى القيادة ... وفي اليوم التالي حضرت اجتماعاّ لعرض الخطة الهجومية السورية في حال أطلقت إسرائيل قواتها على الجبهة المصرية . حضر الإجتماع اللواء السويداني – رئيس الأركان – وكان من مستجدي دورتي في الكلية العسكرية وقد صدّق على الخطة كما عرضها اللواء عبد الرزاق الدردري . رئيس شعبة العمليات .-... ووضع السويداني بموافقة حافظ الأسد طبعاّ إسما سرياّ للخطّة كلمة ( نصر ) – تم قال : لقد اعترضت على التسمية فدعاني اللواء السويداني إلى مكتبه للمناقشة وتبعته خاصة وأنني لاأعلم لماذا استدعيت لسورية وماذا ينتظرني من مهام ؟؟ أثديت في مكتبه .. مخاوفي الكبيرة – معللة عسكرياّ – من إمكانية نجاح هذه الخطة وهاهي بعض الأسباب :
- - إن مسرح العمليات غير محضر للقيام بأية عملية هجومية , لا طرق ولا مرابض ولا قواعد إنطلاق للقوات المهاجمة الأمر الذي يتطلب لإتمامه فترة زمنية طويلة , أسابيع , وليس ساعات – كما ادعى –
- - إن القوات المكلفة بالهجوم لاتتمتع بأي كفاءة عسكرية . وكان عمودها الفقري اللواء 80 احتياطي الذي جمعت عناصره على عجل وبعضها لم يستلم سلاحه وذخيرته بعد . بل إن الكثير من عناصره لايزال باللباس المدني . وهو لم يستدع للتدريب منذ وقت طويل .
- - كانت الوسائط القتالية الأخرى الضرورية للقتال الهجومي الذي يعتمد على الحركة شبه معدومة ....
- - لم يكن لدى قوات الهجوم أي وسائط قيادة واتصال تقريباّ . كما أن القيادة العامة لاتملك مثل هذه الوسائط لتأمين سيطرة مركزية على القوات المشتركة في الهجوم .
- - لم ينظم أي تعاون بين القوات المهاجمة وبين وحدات الدفاع المتمركزة في قطاع هجومها ...
- كان اللواء السويداني في وضع حرج جداّ ولم يستطع الدخول في نقاش جاد حول الملاحظات التي أبديتها . وهنا أسقط في يده وأطلعني – كما قال – على سر كبير لايعلم به أحد وعزاه إلى الرئيس عبد الناصر في اجتماعه مع المسوْولين السوريين الكبار ... ومفاده : إن الحرب لن تقوم وسنكسب المعركة دون قتال – وادّعى إن هذا الإجتماع كان منذ يومين ...
- لم أصدق هذه الرواية ولكنني لاأستطيع تكذيبه وجهاّ لوجه, ولكنني رجوته ألا يصل هذا الكلام إلى القوات بأي شكل من الإشكال .....خاصة وإنني لم أوافقه على هذا التقييم مع عبد الناصر . وإن قرار الحرب هو قرار إسرائيلي وليس قرارنا بعد الاّن ..)
- ثم شرح الوضع في الجبهة التي عين رئيساّ لأركان مجموعة الألوية 36 بقيادة العميد سعيد طيان التي كانت تسيطر على القاطع الجنوبي من الجبهة الذي لم تستطع قوات العدو الإقتراب منه بفضل صمود ومبادرة القادة والمقاتلين في هذا القاطع كما سنرى ...
- ثم تابع اللواء أديب الأمير قوله : ( لم أستغرب معالجة أمور بهذا القدر من الأهمية بمثل هذه السطحية والإرتباك وسوء التقدير وأنا أعلم أن الأمر في القطاع المدني لايختلف كثيراّ إن لم يكن أسوأ بكثير . لكن القوات المسلحة كانت تعاني من عيوب هامة ..تمنعها من الجاهزية العالية للقتال وأركز على ثلاثة منها :
- 1- كانت القوات المسلحة مهتمة بكل الأمور الداخلية ما عدا الجاهزية للقتال . – وكان الصراع على السلطة الهم اليومي للقادة ليس فقط على المستوى الأعلى , بل كان حديث الساعة حتى على مستوى المقاتل العادي .
- 2- إن تشكيل القوات وتمركزها واختيار عناصرها وتسليحهم لم يكن بغرض المواجهة مع العدو , فهذا اّخر اهتمامات المسوْولين ..
- 3- أبعدت الأكثرية الساحقة من الكفاءات القيادية من مراكز القيادة وسلمت إلى قادة موالين غير مؤهلين وأحياناّ أغبياء وغالباّ مكروهين الأمر الذي خلق هوّة كبيرة بين القيادات والمقاتلين ...
- هل من المستغرب إذاّ أن نجد لدى بعض الضباط من مجموعة الألوية شعوراّ بالشماتة عندما اخترقت القوات الإسرائيلية خطوط الجبهة في شمال الجولان ..؟ وهذا ماذكرته في تقريري عن الحرب دون ذكر أسماء ..الذي رفعته إلى القيادة العامة .. بعد انتهاء الحرب )
- ثم يحدثنا اللواء الأمير عن القاطع الجنوبي من الجبهة الذي كان رئيساّ لأركان الألوية 35 المقاتلة فيه ويقول : ( لم تصطدم مجموعة الألوية 35 مباشرة مع العدو, ولكنها كانت جاهزة لصد أي هجوم ينطلق من القاطع الجنوبي للجبهة جنوب بحيرة طبريا, وبالفعل فقد لوحظ مساء التاسع من حزيران_ بعد اختراق جبهتنا من القاطع الشمالي صباحاّ – تجمعات كبيرة متزايدة – قبالتنا - فاتخذنا قراراّ بتدميرها أو على الأقل منعها من متابعة التجمع الذي بدا لنا موْشراّ على هجوم يوْمن في حال نجاحه تطويق القوات السورية ... وذلك بالتلاقي مع الإختراق الذي حصل شمالاّ .. . فوجئت باتصال قرب منتصف الليل وكان على الطرف الاّخر العقيد عبد الكريم الجندي رئيس المخابرات العامة . وكان ينتقد تصرفنا في القصف المدفعي – لمواقع العدو وتجمعاته = ويزعم أنه كان من المفترض أن نستأذن القيادة في ذلك , إلا أ نني رفضت هذا المبدأ مذكراّ إن العدو أصبح في ديارنا ولا يعقل أن نراه يحضر لتطويقنا ونحن ننتظر إذن القيادة للإشتباك معه . ثم استنكرت تدخله في أمر عسكري ليس من اختصاصه – وهو لايملك مثل هذا الحق . حينئذ قال بأنه يتكلم من مكتب وزير الدفاع , واستلم اللواء حافظ الأسد الهاتف وحاول أن يبرّد من ثورتي بالإدعاء بأن العقيد الجندي يتحدث با عتبار أن هناك حديثاّ عن وقف لإطلاق النار وقد يتم في الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم العاشر من حزيران .. وأجبته بأننا ننفذ الأوامر حين تلقيها وأن توجيه اللوم والإنتقاد بسبب اشتباكنا مع العدو وهو في أرضنا أمر لايمكن قبوله ... استمرت المعركة في القطاع الشمالي والأوسط حتى ظهيرة اليوم العاشر من حزيران وفي القطاع الجنوبي تابعنا معركة المدفعية والرماية المباشرة على جبهة العدو الذي كان يحضر لاختراق خطوط دفاعنا في القطاع الجنوبي ... واعترف الكتاب الإسرائيليون – فيما بعد – بأن رمي مدفعيتنا وسائر أسلحتنا المباشر في هذا القاطع قد شتت قواتهم المتجمعة جنوب بحيرة طبريا وألغى قرار الهجوم هذا .. ) ثم ختم مقاله بشرح ميداني موجز لوضع الجبهة التي وصفها ب ( لم تكن هناك خطة تحصين متكاملة تشمل كل قطاعات الجبهة ...- كما لم تكن القيادة الميدانية للجبهة تمارس سيطرتها على القوات المدافعة وقوات الهجوم المعاكس التي كان من المفروض أن تشن هجومها المعاكس على العدو المخترق .. ولم يكن أي تنسيق بين المدافعين واللواء 70 المدرع الذي كان يقوده المقدم عزت جديد والذي يعتبر العمود الفقري للهجوم المعاكس ... كما شرح الوضع النفسي للمقاتلين بعد سقوط الجبهتين المصرية والأردنية وإعلان عبد الناصر مسوْوليته عن الهزيمة واستقالته وفي الخاتمة قال : ( كان إعلان سقوط القنيطرة قبيل ظهيرة اليوم العاشر من حزيران سبباّ هاماّ أفقد كل مدافع على كامل قطاع الجبهة أي أمل في جدوى وفاعلية صموده . وبالتالي فقد تخلخل الدفاع بالإنسحابات الكيفية حتى انهار .... لاأريد أن أعلق كثيراّ على سقوط القنيطرة – أو إعلان سقوطها – لأن تبرير السقوط أو إعلانه لا يزال ملتبساّ وخاضعاّ لتفسيرات واجتهادات لاتنتهي .. ورغم مرور 39 عاماّ . فإن أي إيضاح لم يصدر كما لم تنشر أية وثيقة ... وكأن الأمر لايتعدّى انقطاع التيار الكهربائي عن حي فقير يقبع بعيداّ في ريف دمشق _ انتهى ) نكرر شكرنا للواء السابق أديب الأمير _ ونتابع الفصول التالية لهذه الخيانة السافرة التي ما زالت اّثارها المدمرة مستمرة حتي اليوم يورثها النظام الأسدي لشعبنا المستعبد والمضطهد جيلاّ بعد جيل .... أما وثائقها فقد أحرقها المتاّمرون كما جاء في مذكرات الوطني الكبير المرحوم أكرم الحوراني – الجزء 4 ص 3545 على الأرجح . أما إعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها الفعلي بأكثر من أربع وعشرين ساعة . وإعطاء أمر للجيش في الجبهة بالإنسحاب الكيفي وفرار قائد الجبهة المخزي ومنع اللواء المدرع 70 من القيام بالهجوم المعاكس وأمره بالإنسحاب إلى دمشق بحجة حماية الثورة والنظام التقدمي كلها أمور سبق لنا بحثها في الحلقات السابقة ....سنتابع اعتكاف حافظ الأسد في مطار المزة والأحداث اللاحقة وصولا إلىمن قبض ثمن تسليم الجولان دون قتال . في الحلقات القادمة

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:12 AM
كنا نأمل كغيرنا من الوطنيين الغيورين على مصيرشعبهم ووطنهم بقاء أرشيف الإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق المتعلق بتلك الحقبة سليما بعيداّ عن أيدي العابثين بتاريخ شعبنا بل بحياة أبنائه ومستقبلهم والمزورين لكل شيْ . لكن الذين عايشوا هذا النظام الفاشي عن قرب يوْكدون أن المخابرات الأسدية أخفت الكثير من ملفات هذا الأرشيف بعد اغتصابها السلطة عام 1970 واغتيالها واعتقالها للعديد من الصحفيين والفنيين الذين عملوا في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لرفضهم إخفاء الحقائق عن الشعب خدمة للديكتاتور وفي مقدمتهم الشهيد منير الأحمد الذي اغتيل وألقيت جثته في الشارع بدمشق في 15 ك 2 / 1992 على سبيل المثال لا الحصر ....
لذلك تبقى شهادات الوطنيين الشرفاء العسكريين والمدنيين الذين عاشوا تلك الكارثة الخيانية أدلة وقرائن راسخة رسوخ جبل قاسيون - رغم تشويه قمته – في محاكمة هذا النظام ووضعه ووضع جميع المرتزقة وخونة المبادئ والمبخرين والوعاظ المنافقين الملتفين حول فضلات موائده في قفص الإتهام لينالوا جزاءهم العادل سواء كانوا أمواتاّ أو على قيد الحياة
وأعود إلى دمشق الحزينة صبيحة العاشر من حزيران 67 بعد إذاعة سقوط مدينة القنيطرة بالقرار العسكري رقم 66 الذي أصدره حافظ الأسد .كما رأينا سابقاّ ....
كأن زلزالاّ بقوة 7 درجات ضرب المدينة . بكيت بكاء مراّ لأول مرة في حياتي لأنني أعرف الجولان والجبهة مدينة القنيطرة والقرى وأهل الجولان الطيبون .... كارثة لاتصدّق .. بعد ساعات قليلة بدأت قوافل السيارات تغادر شمالاّ خرجت بعدالظهر مع أحد المناضلين الرواد المرحوم ( خريستو قسيس ) بسيارته القديمة في جولة في شوارع المدينة
كان منظراّ درامياّ حزيناّ الشوارع شبه فارغة ومعظم المتاجر مغلقة . مررنا من أمام قصر الضيافة لم نجد أي حارس أمامه . وتابعنا طريقنا إلى ساحة الأمويين كانت الأركان العامة خالية من أية قطعة عسكرية متمركزة حولها باستثناء ثلاثة أو أربعة من الحرّاس بأسلحتهم الفردية وفي الجهة المقابلة كان مبنى الإذاعة والتلفزيون خالياّ تماماّ مررنا من جانبه وشاهدنا في الجهة المقابلة سيارة الإذاعة الضخمة . اتجهنا نحوها علنا نقدم مساعدة ما . لكن المجموعة البعثية التي كانت تدير الإذاعة لم تسمح لنا بالإقتراب من سيارة البثّ .وقد شاهدت زميلتنا في الجامعة يومها السيدة ( سعاد العبدالله ) حاملةالميكروفون أمام جهاز الإرسال الذي كان يبث الموسيقا العسكرية والبلاغات الكاذبة والأناشيد العنترية ....لقد أصبحت الدولة يومها جهاز إرسال لا أكثر تستطيع أية قوة منظمة صغيرة الإستيلاء على السلطة ... لكن أحداّ لم يفكر بذلك لأننا كنا نعتبر ذلك غدراّ منبوذاّ مالم تنبع الحركة من إرادة الجماهير الكادحة التي تسقط سلطة العسكر بأيديها ... في حين إن الإنقلابات العسكرية أيا كان اسمها وشعاراتها ليست سوى اغتصابا للسلطة من الشعب وغدراّ بالوطن ونظامه الجمهوري البرلماني الذي ارتضاه منذ الإستقلال وقبله ...
في اليوم التالي قررت مع رفيقين من ضباط المقاومة الشعبية الأولى عام 1956 – 1958 – المسرّحين زيارة الرفيق الفريق عفيف البزرة قائد الجيش السوري المسرّح أيضاّ في منزله الشعبي الذي كان موقعه في حي الميسات في شارع ركن الدين
استقبلنا كعادته بابتسامته المعهودة وروحه الشعبية الطيبة ومحبته وتواضع المقاتل الشجاع العزيز النادر الذي لم أر مثله بين جميع الوطنيين والسياسيين السوريين الصادقين .. كان هاجس جميع الوطنيين الصادقين خارج السلطة اّنذاك مصير الوطن بعد انهيار سد الجبهة الحصين أو تسليمه للعدو حتى أضحى الوضع كارثياّ مفتوحاّ على كل الإحتمالات . وكيفية تنظيم المقاومة الشعبية فيما لو احتلت دمشق بعد أن أصبحت مفتوحة عسكرياّ أمامه كما رأينا في الحلقات السابقة . كان المرحوم أبويوسف حزيناّ لايصدق ما حدث . لابد من وجود خيانة في الموضوع . كيف لا يتألم ويحزن وهو القائد الذي أشرف على تحصينات الجبهة في العهد البرلماني , وكان يزورها شهرياّ وقد تعرفت عليه لأول مرة في مدينة القنيطرة عام 1957 يوم زارها مع الرئيس القوتلي . وكنت يومها رئيساّ لشعبة الدفاع المدني في القنيطرة . قال بتنهد : بتعرفو يا شباب إن خطيئتنا الكبرى أننا لم ننظم الجنود في الجيش كما نظمنا المقاومة الشعبية التي حمت سورية من حلف بغداد والموْامرة الكبرى على سورية بعد اغتيال العقيد المالكي عام 55 ومن الحشود التركية والإسرائيلية وتاّمر عملاء اليمين الإقطاعي . لو كان الجنود منظمين وواعين لرفضوا تنفيذ أوامر الضباط بالإنسحاب الكيفي من الجبهة , ولما سقط الجولان ..
بعد أن ساد الحزن والوجوم على جلستنا وهو يشرح لنا بألم الوالد الذي فقد أحد أبنائه متمالكاّ أعصابه ..استحالة سقوط الجبهة لوكانت القيادة العسكرية تملك الحد الأدنى من الصدق والإخلاص لشرفها العسكري وبالتالي إخلاصها للوطن لا للكرسي والحزب القائد ... بعد ذلك أراد أن ينقلنا إلى جو اّخر من الفكاهة والتندر فقال لنا : هل تعلمو ا من زارني اليوم ..؟ قلنا لا قال : زارني خالد بكداش ويوسف فيصل ودانيال واّخرين ... وبعد كلنا ننتظر الغرض من الزيارة ؟؟ قال : توقعت أنهم أتوا لاستشارتي حول تنظيم المقاومة الشعبية في الجولان أو للدفاع عن دمشق ووضع أسوأ الإحتمالات بعد أن أصبح الجيش الإسرائيلي على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراّ من دمشق التي أضحت - ولا تزال اليوم - على مرمى مدفعيته .. لكن خاب أملي كانت أحاديثهم عادية للتسلية لا أكثر ... وبعد انتهائهم من الكلام التافه .. سألت خالد .. ماذا أعددتم لمجابهة العدو الذي أضحى على أبواب دمشق والباقي في الجولان بعد وقف إطلاق النار ... وهل هناك إمكانية تنظيم فرق مقاومة شعبية منذ الاّن ؟؟؟
أجابه بكداش ممتعضاّ : ليس لدينا سلاح من أين السلاح .؟ وهل نحن أقوى من الجيوش العربية . دعونا لحل القضية بالسلام وهذا موقف رفاقنا السوفييت منذ البدء .... طبعاّ اعتبر بكداش تساؤل القائد عفيف إهانة و تحدياّ وتطاولا على قيادته ( الإلهية ) الفذة كقيادة حافظ الأسد تماماّ .. وخرج مع صحبه خائباّ كاظما حقده وغيظه كعادته ضد الرأي الاّخر وضد كل من يرفض التبعية لأسياده في موسكو أياّ كانت مواقفهم سلباّ أو إيجاباّ ...؟
ودعنا العزيز الخالد عفيف البزرة حاملين اّلام انجرارنا وراء قيادة بكداش الإنتهازية واللا وطنية قبل تحررنا من أحابيلها وتحريفيتها وانتهازيتها البورجوازية – تلك القيادة التي باعت نضال الشيوعيين السوريين واللبنانيين على أعتاب التبعية العمياء والديكتاتورية الأسدية الفاشية .......
بعد أيام قليلة أصدرنا مقررات اللجنة التحضيرية المركزية لبناء الحزب الشيوعي العربي نشرت في العدد السادس من صحيفة نضال الكادحين المركزية أهم ماجاء فيها : مقدمة اعتبرنا فيها بعد كارثة تسليم الجولان للعدو الصهيوني أضحى التناقض بين جماهير شعبنا والنظام العسكري لم يعد تناقضاّ ثانوياّ يمكن تأجيله أو غض الطرف عنه في مواجهة التناقض الرئيسي مع الأمبريالية الأمريكية والصهيونية بل أضحى جزءا من التناقض الرئيسي ما لم يحاكم وزير الدفاع وجميع الضباط المسوْولين عن الكارثة ..
1- المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق وطنية شاملة للتحقيق في كارثة تسليم الجولان دون قتال للعدو الصهيوني وإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل دخول أي جندي صهيوني إليها وجميع ملابسات الحرب ونتائجها التي ترقى لمستوى الخيانة الوطنية
2- إحالة وزير الدفاع وسائر الضباط المسوْولين عن الهزيمة الكارثية إلى محاكمة علنية وعادلة
3- حل الجيش الشعبي الحزبي والعودة لتنظيم المقاومة الشعبية التي تضم جميع الطبقات الشعبية الغيورة والمخلصة في الدفاع عن الوطن . هذا أهم ماجاء في هذه المقررات التي وزعت في معظم المحافظات السورية باعداد قليلة سمحت بها إمكانياتنا الذاتية الفقيرة بالإعتماد على النفس
وفي مطلع شهر تموز 67 اعتقلت مع الرفيق نجيب عبدلكي في دمشق كما اعتقل الرفيق توفيق أستور في اللاذقية والرفيق نصر أبو عمّار في السويداء ولوحق غيرهم ..... بقينا في سجن الشيخ حسن شهراّ كاملاّ ثم نقلنا إلى سجن القلعة وخرجنا منها بعد شهر اّخر تقريباّ .وكان يومها يوسف طحطوح رئيساّ للشعبة السياسية في أمن الدولة التي كان يرأسها عبد الكريم الجندي .. ولايقاس سجن ذلك العهد بالسجن والتعذيب في العهد الأسدي النازي من جميع النواحي للأمانة التاريخية ...
أما مخابرات الدولة والعسكرية بشكل خاص - فقد نشرت الشائعات التالية بين الناس إننا هزمنا بسبب تفوق طيران العدو أو بإلقاء اللوم على السلاح السوفياتي الذي كان دفاعياّ ولم يكن هجومياّ ..؟ الخ من الأكاذيب المعروفة التي كان اّخرها إننا انتصرنا لأن العدو لم يستطع إسقاط النظامين التقدميين في دمشق والقاهرة علماّ أن عبد الناصر اعترف بالهزيمة وقدم استقالته كما رأينا ...
أما الإخوان المسلمون فنشروا كنانتهم من الشائعات والتعاويذ القائلة : إننا هزمنا لأننا خرجنا عن مبادئ الإيمان وشريعة الله وخصوصاّ خروج المرأة دون حجاب شرعي إلى اّخر الأسطوانة المشروخة
أما ضباط الهزيمة والذل فكانوا فرحين جداّ بأن بانهيار زعامة عبد الناصر وسقوط تحديه وبهورته بصواريخ الناصر والظافر والقاهر التى بحوزته والقادرة على دك تل أبيب هذا ماأعلنه عزت جديد – قائد اللواء 70 يوم جمع الضباط في مدرسة قرية زبدين في غوطة دمشق بعد الكارثة بأيام قليلة ليقول لهم حرفياّ : لقد كسرنا رأس عبد الناصر تكفي البهورة علينا بأنه زعيم القومية العربية ( وينو هو وصواريخو ) لقد مرغناه بوحل الهزيمة - هكذا بكل وقاحة ونذالة كان يفكر حافظ الأسد وضباطه الأشاوس ...-
هذه القصة وغيرها التي تصب كلها في نفس الإتجاه سمعتها من أكثر من عسكري وطني شريف عاش تلك الكارثة وخصوصاّ الصديق الذي جمعتنا الغربة معه العميد المسرح (ذ – ش ) الذي حضر خطبة عزت جديد العصماء – كخطبة الحجاج - في مدرسة زبدين
أما وزير الدفاع العتيد الغني عن التعريف فقد أصيب بإكتئاب بعد الكارثة التي كان بطل خيانتها بلا منازع واعتكف عن العمل لمدة أكثر من شهر منعزلاّ في صومعته في مطار المزة ... هذا ما سنتاوله في الحلقة القادمة

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:14 AM
خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن ..
بعد الخيانة السافرة التي كان بطلها وزير الدفاع وشقيقه – كما كشف موْخراّ – رغم أن جميع الوطنيين الصادقين من جميع الإتجاهات الوطنية سبقوا لكشفها منذ الوهلة الأولى خصوصأّ الذين عاشوا وقائع هذه الحرب ساعة بساعة ولو لم تكن لديهم أدلة ووقائع مباشرة باستثناء البلاغ العسكري 66 الذي أعلن سقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها الفعلي بأكثر من أربع وعشرين ساعة . وإصدار أمر للجيش بالإنسحاب الكيفي الفوري من خط الجبهة في التاسع من حزيران وفرار قائد الجبهة ومعظم ضباطه وترك الجنود وحدهم على الأرض تائهين لا لا هدف لهم سوى النجاة بحياتهم وهم دون طعام وذخيرة لايعلمون إلى أين يتجهون وصل قسم منهم إلى جنوب لبنان واّخر إلى شمال الأردن . وقد استقبل سكان دمشق الاّلاف منهم وهم منهكون يطلبون المساعدة بعد الغياب الشبه كامل للموْسسة العسكرية . التي من أولى واجباتها تضميد جراحهم المادية والنفسية والمعنوية وإعادتهم إلى ثكناتهم .
بعدها مباشرة هجر حافظ الأسد مبنى وزارة الدفاع واعتكف في غرفته الخاصة في مطار المزة لايريد مقابلة أحد ...لمدة شهر كامل وكانت سرايا الدفاع التي يقودها شقيقه رفعت ( كجيش خاص داخل الجيش ) كما سبق ذكره تقوم بحراسته وحدها ... تمسكن يومها محاولاّ الظهور بالحزن على الجولان أمام القيادة السياسية للحزب والدولة حتى تمر العاصفة . ليتابع المخطط المرسوم وصولاّ للرئاسة .. وانطلت الموْامرة الخبيثة على القيادة الوطنية للدولة والحزب يومها . فعوضاّ عن محاكمته كمسوْول أول مع قائد جبهته وسائر ضباطه المسوْولين عن الكارثة ... قاموا بمواساته والتخفيف عنه بانتداب المناضل الوطني الصادق وزير الخارجية الدكتور ابراهيم ماخوس لزيارته يومياّ في مطار المزة ورعايته والتخفيف عنه ....
طبعا كانت مكافأة الرفيق ماخوس ورفاقه نورالدين الأتاسي وصلاح جديد ويوسف زعين ومحمد رباح الطويل وعبد الكريم الجندي وأحمد سويداني وغيرهم من قيادة الحزب والدولة السجن ربع قرن ونيف حتى الوفاة أو الإ صابة بعلة دائمة أو الإغتيال أو التشريد والمطاردة في الخارج .. بعد اغتصابه السلطة بموافقة ودعم إسرائيل وأمريكا السافر في 16 ت2 1970-
لقد كان أولئك المناضلون الصادقون الذين أعرف معظمهم شخصياّ عن قرب كزملاء وأصدقاء ورفاق نضال في جامعة دمشق ضد ديكتاتورية الشيشكلي وبعدها ضد الأحلاف الإستعمارية وغيرها من الموْامرات والحشود التركية والإسرائيلية وسائر محاولات إسقاط النظام الجمهوري البرلماني الديمقراطي السوري بين عامي 1954 – 58 –
كانوا من العناصر النظيفة اليد النقية السريرة يحملون فكر الطموحات القومية لأمتنا المشروعة بصدق.. ممزوجة عشوائياّ بالطفولة اليسارية و ( وعدم الخبرة والوعي السياسي والغرور - هذا التعبير لأكرم الحوراني في مذكراته ج4 ص 3476 ) وأنا أعتقد أن تجربتهم النخبوية لمثقفين في حزب بورجوازي صغير بعيد عن جماهير العمال والفلاحين وسائر الشغيلة .. كانت تجربة صغيرة وممارسة فوقية واعظة وليست واعدة .. شأنهم شأن الحزب البكداشي الذي يتكنى زوراّ بهذه الطبقات الشعبية ويعاملها معاملة القطيع أو الغربة عن قضاياها المعيشية قبل الوطنية في أبسط تشخيص .. كانت تجربة فوقية متأرجحة مادام صانعوها العسكر في انقلاب عسكري فوقي لاعلاقة له بالشعب ولو سمي زوراّ ثورة مع الأسف في بلادنا.. وحمل شهادة التقدمية والوطنية واللآ رأسمالية الكاذبة الممهورة بتوقيع المحرفين السوفييت الذين كانوا أول من تاّمر مع حافظ الأسد واعترف بانقلابه الأسود على أشلاء أصدقاء ورفاق الاّمس ... بالتوافق ( المسمى تعا يش سلمي ) بين المحرفين السوفييت ( رأسمالية الدولة ) والأمبرياليين الأمريكان ( الرأسمالية الليبرالية )
كما أعتقد أن عصبيتان حالتا دون محاكمة الأسد وضباطه المسوْولين عن الكارثة :
1- الأولى العصبية الحزبية الضيقة في حكم الحزب الواحد ونظامه الشمولي ... فباسم وحدة الحزب غض الطرف عن المحاكمة والمحاسبة
2- الثانية العصبية الطائفية التي كانت قائمة . وبدأ يشتد عودها بعد استلام حافظ وزارة الدفاع وبنائه جيشاّ طائفياّ مجهزاّ بأحدث الأسلحة داخل الجيش بقيادة شقيقه رفعت الذي لعب الدور الرئيسي في بيع الجولان للعدو الصهيوني بعد الكشف عن وثيقة صادقة كما سنرى ... دون تجن أو خيال ...؟
لهذ ا لم تفد كل النداءات والطلبات التي صدرت عن شخصيات وطنية من الحزب الحاكم أو من خارجه لفتح تحقيق ومحاكمة المسوْوْلين عن كارثة الجولان . ومن أبرزهم رئيس الأركان أحمد سويداني _ رغم كل غروره وأخطائه الكبيرة وجهله - تقدم بمذكرة طالب فيها بمحاكمة كافة المسوْولين عن نكسة حزيران - لكن حافظ الأسد بعد التقاط أنفاسه ومرور خيانته التي أسموها ( نكسة ) دون عقاب أو مساءلة . مع الأسف والفارق بين النكسة والخيانة كالفارق والبعد بين الثرا والثريّا كما يقول المثل الشعبي ..- قام بتسريح السويداني ثم اعتقله بعد لجوئه إلى السفارة الجزائرية بدمشق ثم لجأ إلى العراق . وبعد رفض جزائر بومدين وعراق حسن البكر وصدّام قبول لجوئه / عاد إلى سورية فاعتقله حافظالأسد . وبقي في السجن إنتقاماّ ودون أية محاكمة مع الرئيس الأتاسي ورفاقه من أعضاء قيادة 23 شباط أكثر من ربع قرن في سجن المزة ظلماّ وعدواناّ برفاق الأمس .... وتعيين شريكه في كل الصفقات مصطفى طلاس رئيساّ للأركان العامة مكانه في شباط 1968 – عرفت السويداني وزميله فوّاز سرحان الذي عين قائداّ للجيش الشعبي في تلك المرحلة يوم كنا طلاّبا في القسم الداخلي في ثانوية إبن خلدون بدمشق. كان قروياّ بسيطاّ طيباّ كما عرفته - أما مافعلته السلطة به وبأمثاله الذين انحدروا من الريف وطبقاته الفقيرة وانصهارهم في حياة المدينة وأحابيلها وانحطاطها مع إغراءات السلطة ومطامعها ... فكل ذلك أمر اّخر يحتاج لدراسة مستقلة ..... _ بقي مصطفى طلاس في منصبه العتيد يصدر موْلفات فنون المطبخ وتصنيف وتنسيق الورود وحماية العرش الأسدي وتوريثه بنجاح بإشراف مادلين أولبرايت وشيراك أيضاّ اّنذاك ...؟ حتى استغنى الوريث العتيد عن خدماته منذ عامين فقط ...-
في الأول من أيار 1968 عيد العمال العالمي أصدرنا بياناّ دعونا فيه للإضراب العام دفاعاّ عن الطبقة العاملة ومطالبها المشروعة في انتخابات نقابية أكثر ديمقراطية وشفافية رغم أنها في ذلك العهد لاتقاس بالحريات النقابية المفقودة تماماّ في النظام الأسدي . كما كررنا مطالبنا السابقة – الحريات العامة حرية الأحزاب والصحافة والنقابات وانتخابات حرة وديمقراطية ومحاكمة المسوْولين عن تسليم الجولان دون قتال ..؟ الخ
اعتقلنا مرة أخرى بعد توزيع البيان في دمشق والسويداء وإدلب وكفر تخاريم وحلب واللاذقية . ثم أطلق سراحنا بعد شهر ونصف تقريباّ .. واعتذر يومها الرئيس نور الدين للفريق عفيف البزرة يوم طالبه بالإفراج عنا قائلا : لاعلم له باعتقالنا . وكان صادقاّ لأنني أعرفه عن قرب في الجامعة وسجن تدمر صديقاّ صدوقاّ ..ووطنيأّ نقي السريرة واليد مع معظم رفاقه الذين تصدوا لشركة نفط العراق البريطانية وللعدوان على المقاومة الفلسطينية في أيلول الأسود . وسائر المشاريع الإستعمارية اّنذاك دون أن يستطيعوا سحب خنجر الغدر من بين صفوفهم الذي كان بيد حافظ وعصابته ودفعوا الثمن مع الأسف حياتهم بل حياة الوطن كله ومستقبله كله الذي أضحى اليوم بيد مافيا من المجرمين الأغبياء الرعاديد الذين يقودون البلاد إلى الهاوية علّهم ينجوا من قفص الإتهام القادم قريباّ مهما ابتكروا من جرائم في سورية ولبنان ...
ظن هوْلاء الأغبياء أن قضية بيع الجولان للعدو الصهيوني سيخيم عليها عنكبوت النسيان بعد اغتيالهم الكثير من الشهود العيان وإتلافهم الوثائق المتعلقة بها . كما تخيل الوريث الأسدي والطاقم الموروث نفسه بغباء لامثيل له بإخفاء الأدلة والحقائق الدامغة التي تلاحقهم في جريمة اغتيال الرئيس الحريري و14 جريمة مماثلة في لبنان في مواجهة قضاء دولي حديث يملك أحدث التقنيات والعلوم الجنائية في كشف الحقيقة ... وفي كل تبرز حقائق وأدلة جديدة توْكد حقيقة الإتهام وهول الجريمة التي كانت وما زالت حجر الزاوية في بناء النظام الأسدي المنهار قريباّ إنشاء الله والشعب الصابر ....

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:17 AM
ذكريات سجن الشيخ حسن :
قبل تقديم وثيقة قبض ثمن بيع الجولان لابد لي من تسجيل ذكريات صغيرة في سجن الشيخ حسن أثناء اعتقالنا الثاني في هذا العهد في أيار 1968 كما رأينا في الحلقة العاشرة
التقينا في زنزانات الطابق الأرضي بكل من المناضلين الوطنيين : جورج حبش وعلي بوشناق من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبالرفيق والصديق القديم ياسين الحافظ . كانت زنزانتي رقم 9 وبجانبي زنزانة جورج حبش رقم 10 الذي تعرفت عليه لأول مرة وكانت زنزانة الرفيق ياسين قبالة زنزانتى يفصل بينهما ممر بعرض ثلاثة أمتار تقريباّ . وفي الطابق العلوي والغرفة الصغيرة الواقعة خلف باب المعتقل الرئيسى كان اكثر من عشرين معارضاّ وطنياّ من الجبهة التي كانت تضم الناصريين والإشتراكيين العرب والبعث القومي والعمال الثوري . أذكر منهم السادة : خليل كلاّس – عبد الغني قنوت – أجمد الخالد – زاهي القائد – سركيس سركيس – جمال الأتاسي .. وغيرهم
كان وجود ياسين وجورج وعلي ممتعا في الزنزانات الأرضية . كنا نتبادل الأحاديث والشجون والحوارات والنكات مادام الباب الخارجي والحراس غافلون وكان ضحكات المرحوم ياسين ونكات المرحوم علي تنسينا اّلام السجن وتخترق الأبواب والسلاسل الحديدية
كما أذكر بعد أيام قليلة ذهب الرفيق جورج حبش للزيارة المعتادة التي كانت تتم في مركز الشعبة السياسية في مدخل حي الشيخ محيي الدين – ولم يعد وفي المساء اقتحم مدير السجن وجلاديه الزنزانة رقم عشرة وحملوا كل مافيها من أمتعة وهم يبربرون ويشتمون ويضربون سياطهم على الجدران والباب الحديدي كالمعتوهين الفارين للتو من مستشفى الأمراض العقلية ..... علمنا في اليوم التالي أن رفاقه اعترضوا السيارة التي تنقله من السجن إلى الشعبة السياسية للزيارة الخاصة وهم يرتدون ملابس الشرطة العسكرية وأنقذوه من بين حرّاسه دون إطلاق رصاصة واحدة وفروا به إلى لبنان ....كانت عملية بطولية بكل المقاييس ..
بعد اعتقالنا نشرت صحيفة النهار نبأ اعتقالنا تحت عنوان ( شيوعيون في السلطة وشيوعيون في السجن )
يوم إطلاق سراحنا جاء ضابط من الأمن السياسي بعد إطلاق سراح الرفاق الاّخرين من باب السجن مباشرة . واصطحبني بسيارته دون أن يقول إلى أين ؟ سألته إلى المزة .؟ قال لا لا طوّل بالك ..انتهى الكلام متوقعاّ الأسوأ عبرنا شارع بغداد إلى مبنى وسجن الأمن قبالة مستشفى دار الشفاء القريب من حيينا ... فتح لي الباب قائلاّ تفضل ستقابل العقيد الجندي سار بجانبي مع اثتين من الحرّاس إلى الطابق الثاني على ما أذكر – إلى غرفة كتب على بابها – معاون القائد العام – رحب بي وكان شاباّ من السلمية التقيت به في قاعة المحامين بعد عدة سنوات مرة واحدة ذكرني بذلك اللقاء ... المهم أدخلني للقاء قائد قوى الأمن الداخلي عبد الكريم الجندي . الذي كان يرعب الناس من قصص التعذيب الوحشي التي كان يمارسها ضد المعتقلين ... حاول الظهور بمظهر المحاور الديمقراطي ضمن تيار فكري واحد مختلف على التفاصيل فيه... بعد أن طلب لي القهوة واعتذرت بحجة منعها طبياّ قال : منين طلعتوا لنا أنتم شو نحن رجعيون ..؟ نحن ماركسيون أكثر منكم . ثم رفع بيده البيان الذي أصدرناه بمناسبة عيد أول أيار قائلا : تتهموننا بتسليم الجولان دون قتال ... نحن سلمنا الجولان شوبدكم إنتوا وغيركم .. ونحن حاكمين بالدبابة والمدفع كما تقولون اللي عندو دبابة ومدفع يتفضل ياخذ الحكم منا .... كنت أجابهه بابتسامة سخرية وحزن على أولئك الشبان المتهورين الذين أعمتهم السلطة . ثم قال : هذا هوزعيمكم بكداش يتعاون معنا وقد عينا له وزيرين في الوزارة الجديدة . تفضلوا تعاونوا معنا وخذو الوزارة التي تريدونها ... خرجت عن صمتي قائلاّ: نحن لانناضل من أجل المناصب والوزارات . أما بكداش ليس زعيمنا ولايمثل سوى مكتب دعاية وسمسرة لأسياده في موسكو ... نحن مع أي حكم وطني ديمقراطي منتخب من الشعب ويحاكم الذين فرّطوا بالجولان وسلموه للعدو ... لاأعلم كيف شعرت ساعة ذكر الجولان أمامه بأنه حزين و راض على ما جاء في بياننا حول ضرورة محاكمة جميع المسوْولين عن كارثة الكارثة ,- الأمر الذي شجعني على القول له : يا أخ أبوحسين بناء الإشتراكية من مقدماته الأولية العودة للجاهير الكادحة والوطنية التي تربينا في أحضانها - التي يهمشها العسكر اليوم – وهي وحدها صاحبة المصلحة الحياتية في حماية الوطن وأي توجه نحو الإشتراكية الحقيقية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية الشعبية ... هز برأسه ودعا مرافقه قائلاّ : أوصله إلى منزله . شكرته قائلا منزلنا قريب من هنا لاحاجة لذلك
هكذا عدت إلى منزلي وأنا أفكر بموقف هذاالإنسان الذي حيكت حول طغيانه وتعذيبه وشراسته مئات القصص والأمثلة الحية على ضحايا التعذيب في عهده – التي تعتبر نزهة – أمام همجية النظام الأسدي وإبادته الجماعية وتعذيبه حتى الموت لاّلاف المفقودين أو المشوهين والمعوقين
مضى أقل من تسعة أشهر على هذه المقابلة التاريخية مع عبد الكريم الجندي حين أعلن نبأ اغتياله مع سائقه بتاريخ 2 / 3 / 1869. وبعد اسبوع أو أسبوعين اغتيلت زوجته ( كانت إبنة عمه ) بدس السم لها في الطعام أو القهوة كما عرف يومها بين الناس واقتحم زبانية حافظ ورفعت المنزل وصادروا جميع وثائقه وملفاته الخاصة وفيها ملف الجولان ودور الأخوين الأسد في بيعه في سوق النخاسة الصهيوني ....هذا ما أكدته المصادر البعثية الشريفة التي كانت مقربة منه ومن القيادة السياسية ...والتي كانت تربطنا علاقات صداقة ونضال مشترك عبر نضال طويل وخصوصاّ اليساريين الصادقين منهم قبل الثامن من اّذار وبعده حتى تصفيتهم نهائياّ بعد انقلاب الأسد الأسود ... كما قيل إن العقيد الجندي كان يطالب بعزل الأسد وشقيقه ومحاكمتهما بأدلة ووثائق كانت بيده موْكدة الفعل الجرمي الكبير الذي لايزال شعبنا السوري بل كل العرب والمشرق العربي خصوصاّ يعيشون نتائج مأساة وكارثة وخيانة حرب حزيران 67 مع الأسف .... لكن بعد فوات الأوان ورفض القيادة السياسية مع الأسف .....بينما الإنقلاب الأسدي المبرمج أنكلو أمريكياّ كان يطبخ على نار هادئة في لندن وواشنطن وتل أبيب ...؟ بعد ماتقد م برزت موْخراّ وثيقة هامة ورئيسية ظلت طي الكتمان عدة عقود حجبها الرعب والإرهاب والإستبداد المزمن المسيطر على المجتمع العربي . لابد لنا من تقديمها للقراء الكرام وشعبنا المضطهد ...
وردت في كتاب بعنوان : ( عرفت السادات – للدكتور محمود جامع ) الموْلف الطبيب الخاص للسادات وصديقه المقرّب . وجاءت في هذا الكتاب جملة غير مكتملة يكتنفها الغموض وهي : ( أفشى الرئيس السادات لي بسر خطير يتعلق بالجولان السوري ) لم يكمل الشرح ورفض البوح عن السر الخطير رغم محاولات بعض الصحفيين
أخيراّ تخلى الدكتورجامع عن الصمت وباح بالسر لصحيفة الوفد المصرية تاريخ 17 / اّب / 2006حين قال : ( إن الجولان بيعت بملايين الدولارات لإسرائيل في صفقة بينها وبين وزير دفاع النظام السوري في ذلك الوقت ) إتصلت العربية نت بالدكتور محمود جامع الذي يقيم حالياّ في طنطا ( 90 كم شمال القاهرة ) لتسأله عن القصة التي حدثه عنها السادات عام 1969 فأجاب : ( ماقلته صحيح وموْكد . لقد وضع السادات يده على كتفي وحكى لي عن تلك الصفقة التي أخبره عنها الرئيس عبد الناصر وتخلى بموجبها الجيش السوري عن هضبة الجولان في حرب حزيران 1967 واستغرب جامع عدم تسريب القيادة المصرية في عهد السادات لهذا السر الخطير رغم تعرض العلاقات لعواصف بين الدولتين . ) ثم تابع قائلاّ :
( لقد سمعت هذه القصة من السادات وهو يكاد يبكي لأنه كان يرى إن سقوط الجولان في أيدي القوات الإسرائيلية لم يكن بالأمر السهل لولا تعليمات صدرت للجيش بالإنسحاب فوراّ حتى لاتتم محاصرتهم من الإسرائيليين . والغريب أن هذه التعليمات بثتها الإذاعة السورية _ وقال لي السادات : إن الجيش السوري انسحب بسرعة ....بعد أن تم إبرام الصفقة بواسطة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي كان وزيراّ للدفاع يومها وقبض الثمن الذي وضع له بحساب خاص في سويسرا .) ورداّ على سوْال : ماهو الدور الذي قام به بالضبط رفعت الأسد فقال الدكتور جامع : هو الذي قام بالإتصال بالموساد الإسرائيلي بالإتفاق مع شقيقه حافظ وأبرم صفقة التخلي عن الجولان

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:24 AM
من عادة أجهزة المخابرات نشر خبر بسيط فى اى جريدة صغيرة معروفه ... وبعدها تطلب من عملائها من الصحفيين فى الجرائد الرسميه الكبيرة نقل هذا الخبر على أنه خبر عالمى تتناوله وكلات الانباء العالميه

وبالطبع تنقل وكلات الانباء العالميه هذا الخبر نقلا عن الجرائد الرسميه ...
ويتوة السذج بين حقيقه من نقل عن من

مثل السؤال الازلى ...
من خلق أولا ... البيضه أم الفرخه

:redf: :redf: :redf:

وهنا نجد الكاتب يستشهد بحديث الدكتور محمود جامع ... بالرغم من ان الكاتب مطالب بتقديم أدله بيع الجولان لنا ...... وليس بالنقل عن شاهد ما شفش حاجه

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:25 AM
خيانة حزيران 1967.... –
قبل الإنتقال إلى مواقف تاّمرية وإجرامية أخرى لوزير الدفاع وعصبته العسكرية وصولاّ إلى إنقلابه الذي أوصله للرئاسة 1970 . لابد لنا من طرح الأسئلة التالية :
هل كان العقل العربي المدني والعسكري عقيماّ وبائساّ قبل وبعد وقوع هذه الخيانة السافرة لهذه الدرجة من العدمية . حتى مرّت هذه الجريمة دون توصيف حقيقي ودون أي تحقيق عسكري أو قضائي أو سياسي وطني.- حتى سميت نكسة وحسب - وكفى الموْمنين شر القتال ...؟؟_
وكيف مرّت دون عقاب خصوصاّ في سورية حيث أدلة الإدانة وبصمات المجرمين جلية وفاقعة -. كأنها حادث سير عادي ذهب ضحيته عدد من الناس – قضاءّ وقدراّ كما يقال.؟؟؟؟؟
ولماذا يتردّد الوطنيون في القيادة السياسية اّنذاك الذين ظلموا واضطهدوا في السجون أو في المنافي أكثر من ربع قرن بعد اغتصاب السلطة منهم في انقلاب 1967 حتى اليوم لماذا يترددون بتوصيف الجريمة بالخيانة الكبرى التي مازال شعبنا في سورية ولبنان خصوصاّ يعاني من اّثارها ويحصد العلقم والجوع والإستبداد والتمزق الوطني والقومي والطائفي . مادامت الجريمة مستمرة واللاعبون في الخيانة الأولى فرّ خوا أبناء وأحفاداّ أكثر غباءّ ووقاحة وأعتى إجراماّ وأنذل عمالة ممن سبقوهم على نفس الكراسي وبنفس الأدوار الأكثر سادية وغباءّ ...؟؟؟
إنني أغتقد جازماّ أن الكثير من الوطنيين الصادقين والعقول والأيدي النظيفة والمخاصة للوطن والشعب من العسكريين والمدنيين ... الذين كانوا داخل السلطة أو خارجها الذين همّشتهم الديكتاتورية والعصبوية الحزبية العقيمة والمتخلفة . كما همشّتهم الطائفية المستشرية التي أسس حافظ الأسد مشروعه عليها بموافقة ورعاية أسياده المعروفين ... كانوا يعرفون مسبقاّ نتائج الحرب كما يعرفون تفاصيل ماجرى على الأرض ولو لم يكونوا في موقع القرار العسكري وطالب بعضهم بالتحقيق عما جرى ومعاقبة المسوْولين عنه . لكن صودر رأيهم وطمست مطالبهم ولم يؤخذ بها تحت الشعار الأكذوبة : ( وحدة الحزب والثورة )
ولست هنا في موقع تحليل الرأي الاّخر على الجبهة المصرية أو الأردنية ... مكتفياّ بمثال واحد للرأي الاّخرالعلمي والصائب الذي طرح قبل بدء الحرب خارج عصبة مصدر القرار وضرب به عرض الحائط . وهذا ما جرى في القيادة العربية
المشتركة في القاهرة . ثم في غرفة عمليات الأركان السورية. لأوْكد بأن الديكتاتورية وإعدام الرأي الاّخر وأبسط مبادئ الحرية والديمقراطية في القيادة العسكرية والمدنية وفي العلاقة بين الحاكم والشعب هي السبب الرئيسي لكل كوارثنا وعزلتنا عن العالم المتحضر وأبسط حقوق الإنسان وبقاء شعبنا المعذّب رهينة بيد عصابة من القتلة واللصوص . لايعلم إلى أين سيأخذه إنسان ( لامبروزو ) وإلى أية هاوية أخرى ,,,.
ماجرى في القاهرة :
وقف الضابط السوري اللواء أديب الأمير ممثل الجيش السوري في هذه القيادة ليقول : من الخطأ دخول الحرب الاّن لأنها فرصة ذهبية للعدو ليسدّد ضربة قاصمة لنا . بانياّ رأيه على أسس علمية وحقائق على الأرض بعيداّ عن العواطف المريضة والعنتريات الفارغة .. إلى جانب ذلك المهم في مثل هذه المفاصل التاريخية والمواقف الحاسمة أن تقرأ ما يفكر به العدو وتتوقع الأسوأ منه بالدرجة الأولى وكيف تجابهه إذا فرض عليك القتال لاتبني مواقفك على رأي الاّخرين سواء كان صائباّ وصادقاّ أو مضللاّ كاذباّ كما كان رأي الأمريكان والمحرفين السوفييت في هذه الحرب كما مرّ سابقاّ .... وهذا مافعله هذا الضابط السوري الذي لاأعرفه شحصياّ مع الأسف إلا من خلال أصدقاء عسكريين سابقين وصفوه بالشهامة والشجاعة والوطنية الصادقة وفيما يلي ماجاء في مقاله الذي ذكرته في الحلقة الثامنة من هذه الدراسة بتاريخ 11 / 10 الفائت والذي جاء تحت عنوان : ( هل كان يمكن تجنب الهزيمة عام 1967 ) : قال
( في القاهرة وفي القيادة العربية الموحدة وكان فيها ضباط كبار من مختلف الدول العربية _ مر شهر أيار طويلاّ ونحن نناقش إمكانية نشوب حرب بالرغم أننا لانملك أي حصة مهما صغرت في قرار خوضها أو منعها وكان هناك العديد من الاّراء .... وضعت نفسي في موقع صاحب القرار في إسرائيل , فوجدت أن الحرب ليست خياراّ مناسباّ إسرائيلياّ فقط . بل إنها فرصة تاريخية لاتفوّت لفرض الحلول الإسرائيلية كاملة على المنطقة بعد تدمير القوات المسلحة العربية بحيث لاتقوم لها قائمة لأمد بعيد .للأسباب التالية :
1- التوجه الأمريكي يتناسب تماماّ مع توجيه ضربة إلى مواقع هامة من بؤر النفوذ السوفياتي في منطقة حسّاسة من العالم
2- الدعم الأمريكي والتحالف مضمون لإسرائيل لوحدة الهدف والمصير . وهو تحييد أي تدخل سوفياتي في الميدان
3- التعاون العسكري الذي بدأ يطبخ على عجل لم يعط نتائجه بعد مما يستدعي خوض الحرب فوراّ دون تأخير
4- أما الوضع العسكري وخاصة انشغال الجيش المصري في اليمن , فهو في أحط حالات الجاهزية
5- إمكتنية خوض الحرب على أكثر من جبهة يؤخذ بالحسبان إذا كانت تلك الجبهات قادرة على تهديد إسرائيل والهجوم عليها .. وطالما هذا غير ممكن عسكرياّ فإن إسرائيل تستطيع أن تنهي حربها على كل جبهة على حدة دون أن تخشى أي تهديد إلا بعض صليات المدفعية ... الغير مؤثرة في سير العمليات الكبرى
6- هذا إذا استثنينا الأوضاع الداخلية في البلدان العربية المحيطة وعلاقاتها مع بعضها . ولو استبعدنا إمكانية التوريط .. وخاصة لناحية تهميش الدور القيادي للرئيس عبد الناصر .....لاشك إن اسرائيل كانت تعي جيداّ كل ذلك فلماذا تفوت الفرصة ... ) ؟
كل هذا التحليل العلمي وأمثاله الكثير لم يسمعه أحد في القاهرة التي كانت تراهن على وعود أمريكا والسوفييت بعدم قيام الحرب والتضليل ولا في دمشق التي رأينا ألاعيب حافظ فيها وغباء السويداني والأداة المنفذة ( عبد الرزاق الدردري ) الذين صّدّقواأكذوبة حافظ القائلة ( سنربح الحرب دون قتال ) .... وكان يقصد أنه سيربح الملايين كماحدث ....
هكذا بيع الجولان لإسرائيل كما رأينا والحكام العرب جميعهم يعرفون الجريمة بتفاصيلها ويتكتمون عليها لأنهم في الهوى سوى بنسب وأشكال مختلفة ... باستثناء المرحوم الملك فيصل الذي قال لحافظ الأسد في موْتمر قمة الرباط عام 1974 عندما قام بالمزاودة على الملك بأنه لم يقطع النفط في حرب تشرين : ( ولك تزاود علينا وإنت بعت الجولان لإسرائيل ب 70 مليون دولار ) !!؟؟ ____ يتبع في الحلقة القادمة –

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:26 AM
في جميع الحروب التي خاضتها جيوش الأنظمة العربية النظامية منذ 15 أيار 1948 أبعد الشعب المقاوم عن المعركة . ومورست أبشع أساليب التضليل والقمع ضد الشعوب في مختلف الأقطار العربية .. وبعد عقود طويلة من مصادرة الحريات العامة وإعدام الرأي الاّخر وأبسط حقوق الإنسان وتدمير مبرمج لموْسسلت المجتمع المدني وسقوط معظم المعارضات التي قادها حملة الشهادات المعزولون عن الجماهير الكادحة وتكويناتهم المشخصنة واللاديمقراطية واللامبدئية أمام الترهيب والترغيب ... تحولت الشغوب إلى قطعان من البشر مع الأسف تعيش الهزيمة في ذاتها وكيانها وهذا ما أرادت أنظمة الإستبداد وأسيدها بلوغه .. واعتاد سلوك الإنسان العربي وفكره على النقل لاعلى العقل وعلى الفعل وممارسة التحرك الجماهيري بأوامر السلطان وعساكره بعد أن قضى الإرهاب والفمع المزمن على جميع المبادرات الشعبية الحرة الخلاّقة في جميع ميادين البناء .... الأمر الذي وطد سلطة الإستبداد أكثر فأكثر متنقلة بين إنقلاب عسكري واّخر لاغتصاب السلطة – المزرعة – ولم تبلغ تلك المعارضات الكسيحة معارضة المعتزلة مثلاّ وزعيمهم ( أحمد بن أبي دؤاد) ومبدؤهم – لاإمام إلا العقل – ولامعارضة المعري والحلاّج وغيلان الدمشقي ولا ثورية فتيان دمشق وزعيمهم العامل الفقير قسّام الحارثي إبن ( تلفيتا ) ضاحية بلدة صيدنايا الغربية الذين حرّرو ا دمشق من طغيان الفاطميين في القرن الثالث عشر .. ولاحتى معارضة الإمام أبي حنيفة النعمان .. في التاريخ الإسلامي ....معظم هذه المعارضات التعيسة وفي مقدمتها المعارضة السورية ولافتاتها العريضة – تشبه إلى حد كبير جماعة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) أو الدعوة للهروب إلى العالم ( الاّخر ) في مملكة السماء ....؟؟ أي مهمتها نفد فساد ومثالب النظام الظاهرة للعيان نقد كل موْسسات الدولة ... لكن دون المطالبة بتغييرها والعمل والنضال الجاد لإسقاطها وتغيير الحكم كله , وإعادة السلطة للشعب لبناء دولة القانون الديمقراطية وإعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين . ووضع الموْسسة العسكرية الطاغية في مكانها الطبيعي بشتى الوسائل الحاسمة ....إن هذه المعارضة وأشباهها في الوطن العربي تهدف لإصلاح وترقيع وترميم الأنظمة الإستبدادية المهترئة وبالتالي المدّ بعمرها وتكريس بقائها .. وينطبق عليهم قول المناضلة الألمانية ( روزا لوكسمبرغ ) التي اغتالها النازيون في كتابها الشهير ( إصلاح إجتماعي أم ثورة ) : إن هؤلاء الإصلاحيون يشبهون من يتخيل تغيير بحر الرأسمالية والإستبداد المر . بإلقاء زجاجة من ( الليموناضة ) شراب البرتقال فيه .....
من هنا نستطيع معرفة الأسباب الحقيقية لمرور تلك الخيانة وماتبعها من خيانات وكوارث حتى اليوم ليس دون عقاب أو محاكمة وحسب . بل دون خروج تظاهرة شعبية عفوية أو منظمة خارج أوامر النظام الحاكم تدعو لمحاسبة المسؤولين وإسقاطهم بعد كل كارثة .... أو تظالب برفع الجور والظلم واغتصاب لقمة العيش من الطبقات الفقيرة واغتصاب ابتسامات الطفولة من أفاه أطفالهم , كما تفعل الشعوب الأخرى أمامنا .... لم تخرج سوى تظاهرة واحدة في القاهرة تطالب بعودة عبد الناصر عن استقالته . دون المطالبة بحاكمة عادلة للمسوْولين عن الكارثة في مركز القرار وفي مقدمتهم عبد الناصر نفسه الحاكم الفرد ....
أما في سورية فالكارثة أكبر بكثير .... في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزة وسيناء وصولاّ إلى شرم الشيخ ثم إلى مدن وقرى الضفة الشرقية لقناة السويس التي احتلتها إسرائيل لم يهجّر أهلها المدنيين من قبل الجيشين الأردني والمصري أما في الجولان فقد أخليت مدينة القنيطرة وسائر قرى منطقة الجولان من سكانها المدنيين باستثناء ثلاث قرى - وقد كان الحزبيون ورجال المخابرا ت المدنية والعسكرية أول من هربوا وبثوا الخوف والرعب في نفوس السكان ودفعوهم لترك منازلهم ومتاجرهم ومزارعهم كماهي والهرب إلى دمشق .. ليطلق عليهم اسم ( النازحين ) تلطيفاّ لإسم اللاجئين كما تصور مخترعو هذا الإسم .. ليعيشوا مشردين في المدارس والجوامع والكنائس بدمشق.... هكذا سلم الجولان للعدو الصهيوني خاليا من سكانه بكل مافيه من منازل من أجمل منازل الريف السوري ومن أغناها بكل أثاثها ومحتوياتها ومواشيها ....الخ لقد كان شعبنا على حق عندما قال يومها : لقد باع حافظ الأسد القنيطرة والجولان كله مفروشاّ لإسرائيل ....
بعد أن نهب العدو كل محتويات المتاجر والمنازل وحتى محتويات الجوامع والكنائس بقيت شاحناته أكثر من شهر تنقل غنائم الإحتلال إلى داخل إسرائيل ... بعد ذلك قام بتدميرها بما فيها جوامع وكنائس القنيطرة وكل المدارس والدوائر العسكرية والمدنية بما فيها مستشفى المدينة حتى أضحت القنيطرة مدينة أشباح ....
وفي عام 1974 بعد حرب التحريك و بعد توقيع اتفاقية فصل القوات بين كيسنجر والأسد التي بقيت سرية حتى اليوم رغم نشر مضمونها المخزي في وسائل إعلام عديدة .. أعيدت مدينة القنيطرة المدمرة إلى النظام الأسدي ضمن جيب صغر يضم الطريق المحاط بالقوات الإسرائيلية من الجانبين بين جسر الحميدية حيث تقف القوات الدولية ومدينة القنيطرة المدمرة ... التي جعلها النظام الأسدي وسيلة دعائية رخيصة يزعم أمام زوّار سورية من الأجانب أنه قاتل فيها من بيت إلى بيت ويطلق عليها اسم ( ستالينغراد ) العرب . هكذا بكل صفاقة محتقراّ ذاكرة الناس مزوراّ لأبسط وقائع التاريخ .... كل وقائع الجريمة يعرفها عبد الحليم خدام ويتكتم عليها وعلى كل جرائم حافظ الأسد سيده لأربعة عقود ونيف ... ياله من معارض اّخر زمان المتهافت مع الكثيرين من أمثاله خلف العربة الأمريكية . بعد أن اهترأت حناجرهم من شتم الأمبريالية الأمريكية طيلة أكثر من نصف قرن .. لقد سبق لى فور إعلان خدام انشقاقه عن النظام في العام المنصرم أن طلبت منه إذا كان معارضاّ صادقاّ للنظام الأسدي الذي كان الرأس الثاني فيه .. أن يكشف كل مايعرفه عن خيانة حزيران وقد كان يومها محافظاّ للقنيطرة ويعرف كل نفاصيل الجريمة الكبرى– كما يعرف جميع الصفقات والإتفاقات السرية بين الأسد وإسرائيل وأمريكا ومنها الملحق السري لاتفاقية فصل القوات التي وقعها كيسنجر وحافظ الأسد وبيغن - والإعتذار من الشعبين السوري واللبناني عن جميع جرائم النظام الذي كان خدام في قمته نائباّ للطاغية ... لكن لاحياة لمن تنادي – وبعد الإنقلاب الأسدي في 13-16 ت2 1970 الذي سمي حركة تصحيحية _ انقلب خدام وأمثاله فوراّ 180 درجة مع الديكتاتور متنكراّ جاحداّ لرفاق الأمس .... بل مع بيتان وفيشي سورية الذي سلّم الجولان بعملية خيانية سافرة كما رأينا . ولايستطيع خدام وأمثاله الفيشيين تقمص بطولة ديغول والمقاومة الفرنسية للإحتلال النازي في فرنسا أو الإحتلال الأسدي لسورية لأنه جزء من هذا الإحتلال ....
وفوق ذلك بعد تتويج الأسد رئيساّ وزج القيادة الوطنية ل 23 شباط بالسجن حتى الإستشهاد أو الملاحقة والتشريد في الخارج بأمر من أسياده طبعاّ . قامت الدوائر الأمبريالية والصهيونية والتحريفية وكل المأجورين من العرب والعجم بإضفاء شتى الألقاب والبطولات وصفات السوبرمان أو إنسان حي بن يقظان وعبقريات فلاسفة اليونان على الديكتاتور وتأليهه _ فهو باني سورية الحديثة , الفذ والعبقري , وبطل التحرير , وبطل تشرين , وسورية الأسد , والأسد الغضنفر ....الخ. وكل شيْ في سورية تكنى بالأسد مكتبة ومستشفى وشارع ودار فنون ومعرض ومتحف وغابة ... الخ للأسد ...... كان التاريخ يعيد نفسه كما قال ماركس : مرّة بشكل مأساة ومرة أخرى بشكل ملهاة .... – وهذ الواقع يوْكده إبن خلدون في كلامه عن ملوك الطوائف في الأندلس قبل ستة قرون كأن التاريخ العربي لم يتقدم بوصة فيها مادامت أنظمة الإستبداد السياسي والديني والطائفي والعشائري والطبقى ومازالت طاغية على الكراسي وفي معظم العقول مع الأسف مع استثناءات غير مؤثرة .....؟ وفيما يلي ماقاله العلاّمة إبن خلدون : ( أما ملوك الطوائف بالأندلس فاقتسموا ألقاب الخلافة وتوزعوها لقوّة استبدادهم عليها , بما كانوا من قبيلها وعصبيتها , فتلقبوا با لناصر, والمنصور , والمعتمد , والمظفّر وأمثالها . كما قال إبن أبي شرف ينعي عليهم :
مما يزهدني في أرض أندلس .......... أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها ..........كالهر يحكي انتفاخاّ صورة الأسد
- من مقدمة إبن خلدون – الجزء الأول ص 229 – تدقيق المعلم عبدالله البستاني – إصدار مكتبة لبنان )

--------------------------------------------------------------------------------

rational17-04-2007, 05:27 AM
خيانة حزيران 1967 -
جواباّ على سوْال الحلقة السابقة من هزم في هذه الحرب الكارثة أقول :
1- إن شعبنا لم يهزم في هذه الحرب ولافي الحروب الكارثية السابقة واللاحقة لأنه أبعد عن المعركة وهو مبعد أصلاّ عن مركز القرار السياسي والعسكري في السلم والحرب , فمنذ خيانة 1948 أبعدت المقاومة العربية والفلسطينية المتجسدة في جيش الإنقاذ عن المعركة بعد الإنتصارات التي حققها على الأرض ولوكانت متواضعة .. بعد دخول جيوش الأنظمة العربية النظامية في 15 أيار 48 لتقيم دولة إسرائيل وتوقيع الهدنة الدائمة معها في رود س – وفي حرب حزيران هذه أخلي الجولان من سكانه ولم يكن يسمح للواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة بحمل مسدس .... وهكذا سلمت الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والجولان للعدو الصهيوني دون خسائر تذكر في صفوفه ومعداته في أبشع هزيمة بل خيانة في التاريخ ..
2- أنا واثق لوكا نت المقاومة الشعبية المدرّبة والمنظّمة وحدها في الميدان لما تمكن العدو من الإحتلال والإجتياح بهذه السهولة والإستهتار ولدفع خسائر كبرى لاطاقة له بها حتى ولو تمكن من خرق خطوط الجبهة ولم يستطع الأسد وأمثاله تنفيذ الموْامرة الخيانية الدنيئة بهذه البساطة والغفلة دون حسيب أورقيب أو محاكمة عادلة تضعه في مكانه الطبيعي القانوني في قفص الإتهام , لينال جزاءه العادل مع المتاّمرين معه , قبل أن تكافئه إسرائيل وأمريكا برئاسة الجمهورية والعطايا الأخرى بتعيينه عرّاباّ منفذاّ لمشيئتهما في القضية الفلسطينية الأم وفي سورية ولبنان والوطن العربي .....؟؟
3- المقاومة الشعبية ليست ابتكاراّ حديثا كما يصور إعلام النظامين الأسدي وملالي طهران وصاحب النصر ( الإلهي ) المزعوم والأبواق المأجورة حولهم . بل عرفها شعبنا في سورية إبّان الحقبة البرلمانية الديمقراطية بين عامي 1955 - 1958 بقيادة مجموعة الضباط الوطنيين الديمقراطيين الذين كانوا على رأس قيادة الجيش السوري رفاق الشهيد عدنان المالكي وفي مقدمتهم القائد الوطني الديمقراطي الفريق عفيف البزري قائد الجيش وهيأة أركانه اللواءان أمين النفوري وأحمد عبد الكريم وقائد المقاومة الشعبية اللواء صلاح البزري الذي فتحوا باب التدريب لجميع أفراد الشعب نساء ورجالاّ من عمر السادسة عشرة إلى الستين . - وأذكر يومها عائلتنا كلّها انضمّت إلى المقاومة والدي الشيخ وشقيقي وزوجتي رغم أنها كانت حامل في شهرها الخامس ونالت العلامة التامّة في الرمي , وبقي السلاح معنا حتى تسليمه في عهد الوحدة الناصرية - وقد ضمت هذه المقاومة خيرة القادة و المدربين والمنظمين الوطنيين التقدميين لها من ضباط الجيش أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر في القنيطرة والجولان عبد العزيز الوجيه – أحمد عنتر - وفي دمشق عبد الغفار الطير – محمود اللحام – عبد الغني أبو راس وبرهان قسطنطين – وراتب النشواتي ويوسف هيفا ورفيق سكاف في اللاذقية – وأحمد عدّاس وطارق حيدري وجورج سالم في حلب – ومضر مارتيني وعفيف النص في إدلب ....والمئات غيرهم من خيرة شبابنا الوطني اّنذاك ... وكان السلاح في كل بيت وحي دون أن تسجل حادثة واحدة تخل بالأمن .... وكانت سورية يومها محاصرة بحشود تركية من الشمال وحشود وتاّمر حلف بغداد من الشرق وحشود اسرائيلية من الجنوب وتاّ مر نظام شمعون من الغرب والملك حسين من الجنوب أيضاّ وأرسلت أسلحة وأموال حلف بغداد لإحداث انقلاب عسكري في الموْامرة الكبرى على سورية عامي 56 و57 وفشلت كلها بفضل المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية الديمقراطية والتحام الجيش الوطني مع الشعب وحماية خياره الديمقراطي ...لكن النظام الناصري في عهد الوحدة ألغى المقاومة الشعبية وجمع سلاحها ... وبقيت سورية دون مقاومة شعبية حتى اليوم تحت كابوس النظام الفاشي المعادي للشعب والوطن الذي أعدم العقل الإنساني والرأي الاّخر ودمّر البلاد ونهبها وأذل العباد وحوّل جيشنا الوطني إلى بوليس لحماية العرش الأسدي عرش القتلة واللصوص .. هذا الجيش الذي كنا نهتف له خلال أعوا م 1944 -1945 يوما كنا طلاّباّ إبان الإحتلال الفرنسي - نريد جيشاّ وطنياّ – أيها المستعمرون ارحلوا عن بلادنا _ ليس هذا الجيش الذي أراده شعبنا درعاّ لحماية أرضه وسيفاّ لحمايته وحماية خياراته الوطنية والسياسية والإقتصادية ... فإلى متى يبقى هذا الجيش مرتهناّ للعائلة الأسدية إلى متى يبقى أداة لحماية اللصوص والقتلة أعداء الشعب والوطن الذين أوصلوا البلاد إلى حافة الإنهيار التام .....؟؟؟؟؟
4- يقول بعض الذين يخشون سقوط النظام الأسدي - ومنهم من يدعون معارضة النظام - لأسباب ومبرّرات انتهازية وشخصية صادرة عن نوازع ودوافع انتهازية مختلفة ما فائدة الكتابة عن الماضي وعن خيانة حزيران بالذات وقد مضى عليها أربعون عاما ّ وأحدهم يلومني لأنني طلبت من خدام إذا كان يعارض النظام حقاّ وليس جزءاّ منه فمن واجبه كشف كل خيانات النظام الأسدي واتفاقاته السرية مع العدو الصهيوني وأمريكا وإيران وغيرها وفي مقدمتها خيانة حزيران 1967 يوم كان محافظاّ للقنيطرة ثم بعد أن أصبح نائب الديكتاتور شاركه كل ماّسي حكمه وطغيانه . لأن ذلك يسهم مباشرة في إسقاط النظام و يسقط جميع أكاذيب النظام وأضاليل إعلامه الداعر ... لذلك أقول :
إن الصمت عن خيانات وجرائم النظام خيانة لشعبنا ووطننا لذلك قررت نشر هذه الدراسة بمقدار ماتوفر لي من وثائق وأدلة قديمة كتبت خطوطها العامة منذ سنوات مع وثائق وأدلة استجدّت ليكون الموضوع أقرب إلى الحقيقة والواقع المر .. الحقيقة التى تبقى بحاجة لحراس ومدافعين عنها دوما ثم منقبين ومتيقظي ضمير لإغنائها بالجديد النافع لرفع مستوى الوعي الشعبي والعظة من أخطاء بل خطايا الماضي القريب لبناء المستقبل المرجو الحر والديمقراطي لجميع أبناء شعبنا المتّحدين بحق المواطنة المتساوية والعادلة لجميع مكوناته دون أي تمييز عنصري قومي أو طائفي زرعته الديكتاتورية الأسدية البغيضة بين أبنائه .... .. الجولان عضو من جسدنا سلخته الخيانة والتاّمر منا ومازلنا ندفع ثمن تلك الخيانة التى أوصلت الخونة للسلطة ..
لقد أضحى الكثير من الناس في المعارضة لايختلفون كثيراّ عن وعّاظ السلاطين في الموالاة مع الأسف يسيطر عليهم شعوران رهيبان أفرزهما القمع المزمن ومصادرة أبسط الحريات :
الأول : الشعور بالهزيمة قاد الكثير من حملة’ الشهادات خصوصاّ إلى الإعجاب بالغالب سواء كان هذا الغالب نظاماّ ديكتاتوتوريأ داخلياّ أو أمبريالياّ أجنبياّ .. وكأن التاريخ يعيد نفسه ستة قرون وأكثر إلى الوراء لنعود إلى مقدمة إبن خلدون ليطلعنا في مقدمته الرائعة عن أحوال هوْلاء وأمثالهم في تاريخ الإستبداد تحت عنوان ( الفصل الثالث والعشرون من الباب الثاني - تحت عنوان رئيسي : في العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل – وعنوان فرعي : في أن المغلوب مولع أبداّ بالإقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونحلته وأحواله وعوائده – والسبب في ذلك أن النفس أبداّ تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه ...الخ - مقدمة إبت خلدون – الجزء الأول – الطبعة الرابعة تدقيق المعلم عبدالله البستاني - مكتبة لبنان 1990 – ص 147 ) وهذا ما يجعل الكثيرين الخائفين على سقوط النظام شركاء له ولثقافته ولإعلامه الساقط وتضليله شاؤوا أم أبو ... شركاء في تهميش ثقافة النضال الثوري الوطني الديمقراطي والطبقي التي دفع المئات من المناضلين الصادقين أعمارهم دفاعاّ عنها ومازال المئات منهم في سجون الديكتاتورية من الكرد والعرب يدفعون عنا جميعاّ ضريبة هذا النضال العادل ننحني أمام بطولاتهم _ رغم كل الأخطاء المعروفة للجميع - لإسقاط هذا النظام اللقيط والمجرم كضرورة تاريخية لابد منها ولاحل بدونها وهذا ما يجب أن يرسخ في أذهان جميع الناس قبل محوها من الذاكرة الثورية ومن الأذهان بالدعوى لإصلاح وترقيع النظام والمد في عمره ...,. ويحضرني هنا قول للموْرخ البريطاني ( م . هوبل ) قال : ( إذا أردت أن تلغي شعباّ ما تبدأ بشل ذاكرته التاريخية . ثم تلغي ثقافته وتاريخه , وتجعله يتبنى ثقافة أخرى غير ثقافته وتخترع له تاريخاّ اّخر غير تاريخه وتجعله يتبناه ويردده ... عندئذ ينسى هذا الشعب من هو ؟ وماذا كان؟ وبالتالي ينساه العالم ......) أليس هذا ما فعله ومازال يفعله النظام الأسدي بشعبنا .. ؟؟؟؟
والشعور الثاني : الذي فرضته سياسة القمع المزمن والصمت المزمن والقصف المستمر بالشعارات والأضاليل التافهة والفارغة الى جانب جدار الخوف والرعب الذي أقامته الديكتاتورية الفاشية والطائفية معاّ بينها وبين الشعب دون رادع نضالي شعبي . فرض على الناس شعور اللامبالاة واللاشيئية شعور القطيع الخانع لقيادة ( الكراريز ) ورنين الأجراس المعلقة في رقابها الغليظة وبجانبها كلاب الحراسة والراعي يهش لها بعصاه من بعيد .... وصاحب المسلخ يختار أسمنها وأدسمها للذبح ليقدمها هدية لموائد السلطان التي لاتشبع أبداّ ....
إنها ثقافة الرعب والصمت الطويل التي قال عنها الكاتب الثوري فرانز فانون في كتابه – معذبو الأرض - مايلي : ( ثقافة الخوف والصمت التي سادت طويلاّ كنتيجة سياسية حتمية لثقافة الصراخ والشعارات التي نشأت في الظلال الوقائية للدولة القومية المتبرجزة التي تحوّل الحزب القائد فيها إلى مصلحة مخابرات وكل هم قادتها الصراخ في وجه الجماهير بضرورة الإنضباط في الصف ... إن قادة الأحزاب في هذه الدول القومية المتبرجزة يتصرفون بأخلاقية جندي برتبة عريف مهمته الصراخ والتهديد والوعيد ..)
كما قال هربرت ماركيوز في كتابه ( الإنسان ذو البعد الواحد - : القمع السياسي يحمل شعارين :
الأول – أدخل في النظام السياسي القائم تعش هانئاّ
والثاني – أنت صامت خاضع خانع إذاّ أنت موجود )
مكافأة الجناة - الجائزة الكبرى : رقصة هيروديا وأستير برأس الشعب السوري أمام هيرودس
بعد مرور الخيانة السافرة بسلام على المتاّمرين الخونة وعجز القوى الوطنية في الدولة والجيش عن التحرك لمحاسبتهم وتصفيتهم نتيجة دوافع وأمراض مستشرية في الحزب الأوحد والدولة الشمولية . سبق أن شرحتها في الحلقات السابقة . بدأ حافظ الأسد وعصابته تصفية العناصر المناوئة في الجيش واغتال العقيد عبد الكريم الجندي ومرافقه وزوجته وصادر الوثائق المتعلقة ببيع الجولان التي كانت بحوزته وطالب بالتحقيق فيها وإحالة المتاّمرين إلى القضاء دون جدوى ...؟
وهكذا عاشت سورية الضحية إزدواجية السلطة حتى الإنقلاب الأسدي 1970
وفي صيف 1970 ارتفعت وتيرة الصراع في الأردن بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الأردنية . وفي الحقيقة كانت تجاوزات المقاومة وأخطاؤها مع الشعب الأردني كبيرة لاتحتمل حتى أضحت دولة داخل الدولة كما فعلت في لبنان فيما بعد وكما يفعل حزب الله اليوم فيه .. حتى طرح شعار كل السلطة للمقاومة من بعض المتطرفين . لذلك وقع الصدام الحتمي بين المقاومة وقوات الملك ذهب ضحيته الألاف من الضحايا في عمان وجرش والزرقا وإربد وغيرها من مخيمات الفلسطينيين .. وهبّت إسرائيل لنجدة صديقها الملك حسين والعرش الهاشمي
كما هبت القيادة السياسية السورية لنجدة المقاومة الفلسطينية وأرسلت أكثر من عشرة اّلاف جندي كم مختلف أصناف الجيش السوري تمركزت في إربد شمال الأردن وصدّت قوات الملك وحمت المقاومة فيها .. خصوصاّ بعد انسحاب الجيش العراقي بأوامر صدام ورفضه تقديم أية حماية أو مساعدة للمقاومة .... فماذا كان موقف حافظ الأسد وزير الدفاع من قرار قيادته السياسية في دخول الجيش إلى الأردن وهل تم ذلك دون علمه وهو وزير الدفاع . وهذا أمر مستحيل ؟؟؟ إذا كيف انقلب 180 درجة وأمر الجيش بالإنسحاب من إربد فوراّ وترك المقاومة تلاقي مصيرها مع قوات الملك وإسرائيل المتحالفة معه والتي حشدت جيشها لنجدة الملك بقيادة رابين ..؟؟؟
لنعد إلى مذكرات كيسنجر وزير خارجية أمريكا اّنذاك لنرى مايقوله بهذا الصدد :
( تلقينا أخباراّ طيبة خلال اجتماعنا في البيت الأبيض , بأن الأردنيين شجّعتهم ردود فعلنا , لأن سلاح الجو السوري بقيادة الجنرال حافظ الأسد امتنع عن التدخل . فأخذ الأردنيون بمهاجمة الدبابات السورية المتمركزة حول إربد بطائراتهم ويمكن تقدير الخسائر السورية بتدمير 120 دبابة وعطب 90 دبّابة أخرى .. بعدها طلب نيكسون إلى رابين عدم التدخل بعد الحشد الإسرائيلي لنجدة الملك . وانسحبت القوات السورية في الثالث والعشرين من أيلول . أما القوات العراقية فلم تتدخل .- مذكرات كيسنجر – الجزء الثاني ص 477 . )
هكذا وفّر حافظ الأسد على رابين التدخل السافر لحماية العرش الهاشمي من الإنهيار ... لذلك كان الملك حسين أول المهللين والمهنئين للأسد وحاملي الهدايا الثمينة للأسد وطلاس ورفعت إلى دمشق . بعد انقلابه على رفاقه الذين رفّعوه بغير حق وعينوه وزيراّ للدفاع دون استحقاق وغضوا الطرف عن خيانة حزيران باسم العصبوي الحزبية ( وحدة الحزب الكاذبة ) وهي في الواقع عصبوية طائفية حالت دون محاكمة أحد مع الأسف ودفع أصحاب النوايا الطيبة – الغريبة عن الحياة السياسية _ د فعوا حياتهم في السجون والمنافي وأقسم الطاغية بائع الجولان : لن يخرجوا من السجن ما دمت حيّا ..- وهكذا سلمت الأمبريالية الأمريكية واسرائيل سورية لقمة سائغة للعائلة الأسدية . ليبقى الجولان أمناّ تحمي حدوده القوات الأسدية مع قوات الأمم المتحدة لم تطلق من حدوده رصاصة واحدة على جنود الإحتلال منذ عام 1974 حتى اليوم . بعد أن حوّ ل العدو أرض الجولان الذهبية التي كانت تعطي ثلاثة مواسم في العام قبل استعمال التكنولوجيا الحديثة .إلى أكبر مصدر لزراعة الورود والفواكه بمليارات الدولارات سنوياّ .. كما نهب شرايين المياه الغزيرة التي تنبع من هضابه التي كانت ستروي سهوب حوران وشمال الأردن .. بعد كل ما تقدم هل أضحت الصورة واضحة جلية للإجابة على سوْال طرحه كل متابع للسياسة الصهيونية في المنطقة : لماذ تدافع إسرائيل حتى الموت عن بقاء
النظام الأسدي
وترفض إسقاطه الأمر الذي أضحى سافراّ اليوم رغم الخلاف الجدّي وليس المسرحي مع أمريكا وبريطانيا وفرانسا وقناعة الغرب بضرورة تغيير هذا النظام الفاشي بعد تنفيذه كل ماتريده أمريكا وغيرها منه خلال العقود الماضية وبعد استنزافه وتحالفه مع إيران وإصراره على بقاء نظامه الفاشي وخطابة السياسي والإقتصادي القوروسطي المحنط . أضحى شذوذاّ بين الأنظمة لايفيد المشاريع الأمريكية في المنطقة ..لذلك لم يبق سوى إسرائيل وحدها ترفض إسقاطه على المكشوف ...؟؟؟؟؟لأن بقاءه ضمانة لبقاء الجولان في قبضتها وحدودها اّمنة وأداة بيدها لتخريب لبنان وإعطائها المبرّر لتدميره كلما ضمّد جراحه ونهض من تحت الرماد والركام ... إن تدمير لبنان بل إزالته من الخارطة مطلب استرتيجي اسرائيلي دائم لأنه المنافس الرئيسي لها على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والإقتصادية والسياحية وغيرها والأهم من كل ذلك بناء النظام الجمهوري الديمقراطي الذي تتعايش فيه كل الطوائف والأديان – رغم كل أمراضه ونواقصه _ يسقط أسطورة شعب الله المختار التي تقوم عليها اسرائيل التي تقوم أيضاّ على أساس النظام العنصري الصهيوني الذي يرفض التعايش مع الاّخر الشعب الفلسطيني - ويطرده من أرضه ويستولي عليها ويلغي العقل والرأ ي الاّخر .... لهذا تلتقي مطامع اسرائيل والنظام الأسدي معاّ ضد وجود النظام الجمهوري الديمقراطي اللبناني .. وتعملان معاّ لبقائه ساحة صراع وعدم استقرار وساحة لتجريب فعالية الأسلحة الحديثة بقتل البشر .... انتهى ___
الإهداء ___
إلى الرفيق الشهيد رفيق سكاف الذي رفض الإنسحاب أمام العدوّ
إلى جميع شهداء الجولان , وجميع شهداء النظام الأسدي الأحياء والأموات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق