محيط - هالة عبد اللطيف
كان على رأس السجناء الذين تم إيداعهم السجن رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، وزكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية ، ورجل الأعمال أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب لوطني، والوزراء أحمد المغربي وزهير جرانة وأنس الفقي وحبيب العادلي، ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وكبار رجال الشرطة ومنهم إسماعيل الشاعر وعدلي فايد وأحمد رمزي وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة.
كما دخل سجن طرة عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، ومرتضى منصور الذي سرعان ما خرج بعد أن تم تبرئته من التهم المنسوبة إليه ورجل الأعمال منير غبور ومازال السجن يستعد لاستقبال المزيد وعلى رأسهم الرئيس المخلوع مبارك والذي قررت النيابة العامة حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات وحالت ظروفه الصحية وعدم ملائمة مستشفى السجن دون نقله إلى هناك.
شديد الحراسة
طره هو معتقل سياسي وسجن جنائي شديد الحراسة كان يعرف دوما بــ "سجن العقرب" يقع جنوب غرب حلوان، وقد أنشأه مصطفي النحاس باشا عندما كان وزيراً للداخلية عام 1928، بهدف تخفيف الزحام الذي شهده سجن أبي زعبل الأقدم ، ويضم مجمع طره سبعة سجون أبرزها سجن المزرعة، وليمان طرة، وسجن استقبال طرة، ومحكوم طرة.
تقع مجموعة السجون أمام محطة مترو طرة البلد في منطقة طرة جنوب غرب حلوان ، ويقع جزء كبير من السجن على النيل مباشرة، ومحاط بمجموعة أبراج خاصة بضباط الشرطة تم إنشاؤها عام 1997، بحيث تكون أعلى البنايات المواجهة للسجن كوسيلة تأمينية ضد هرب السجناء.
وينقسم سجن طره لــ 7 عنابر، مقسمه بدورها حسب نوع القضية والاتهام ، ويتسع العنبر الواحد لنحو 350 فردا تقريبا، لتبلغ طاقة استيعاب السجن 1600 فرد يختص رجال مباحث السجن بإدارة عنبر الجنائي فقط، بخلاف باقي العنابر الأخرى مثل عنبر الإخوان وعنبر السياسيين وعنبر التخابر، ويطلق على العنبر الخامس بالسجن "عنبر ضباط الشرطة والقضاة " ؛ وهو مخصص لاستقبال الضباط والقضاة المتهمين في قضايا الرشوة والفساد، وهو ما يجعل المعاملة في هذا العنبر مميزة بعض الشيء، أما العنبر السادس فهو عنبر التأديب، ويتكون من 7 زنازين انفرادية مساحتها متران في مترين، بعضها بلا إضاءة ولا فتحات تهوية.
ويبلغ ارتفاع أسوار السجن لتصل إلى نحو 7 أمتار بعد أن كانت عند بنائه 2.5 متر وذلك بعد أن نجح ثلاثة من تنظيم الجهاد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس السادات عام 1988 في الهرب وهذه الأسوار مزودة بكاميرات مراقبة تعمل على مدار اليوم ، بالإضافة إلى عدة أسوار متتالية تفصل بين أقسام السجن المختلفة.
سجن المشاهير
يضم سجن طرة مستشفى صغيرا تطل على حديقة يسمح لكافة المساجين التجول بها ، كما يوجد به ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة ، وهى أماكن التريض للنزلاء ، ورغم الرفاهية التي تتوافر بالسجن إلا أن السجن ليس فندقا خمس نجوم ، وذلك نظرا للمعاملة القاسية التي يتلقاها السجناء.
وقد دخل سجن طره الكثير من الشخصيات والتيارات السياسية لعل أشهر نزلاءه فى فترته الأولى الكاتب الصحفي مصطفى أمين، بالإضافة إلي عبود الزمر المتهم في قضية اغتيال الرئيس السادات والقيادي اليساري كمال خليل والصحفى جمال فهمي والسياسي أيمن نور وتوفيق عبده إسماعيل ورجلا الأعمال هشام طلعت مصطفى وحسام أبو الفتوح والمحافظ السابق ماهر الجندي، وعاطف سلام محتكر السكر، وخالد حامد محمود عضو مجلس الشعب السابق ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري وعصمت أبو المعالي، وعمرو الهوارى.
كما دخل السجن الجاسوس عزام عزام، ومصطفى البليدى ، وأحمد الريان، ومحيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق، ومحسن شعلان وكيل وزارة الثقافة على خلفية قضية سرقة لوحة الخشخاش، كما دخله عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية لعل أبرزهم المهندس خيرت الشاطر.
انقلب الحال وانضم لقائمة نزلاء سجن مزرعة طرة (على ذمة التحقيق) عدد من كبار رجال نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، من بينهم ابناه علاء وجمال وصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى السابق وزكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية ورجل الأعمال أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب لوطني ورئيس الوزراء السابق أحمد نظيف[4]، والوزراء أحمد المغربي وزهير جرانة وأنس الفقي وحبيب العادلي (وزير الداخلية الأسبق)، ومحمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، واللواءات إسماعيل الشاعر وعدلي فايد وأحمد رمزي وحسن عبد الرحمن، وعمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، ومرتضى منصورالذي خرج مؤخرا وتم تبرئته .
وتتنوع الاتهامات الموجهة إلى هؤلاء المسؤولين بين الفساد والرشوة واستغلال النفوذ، وتسهيل الاستيلاء على المال العام وقتل المتظاهرين سلمياً .
المباني الخدمية
يضم سجن طرة مستشفى صغيرا يطل على حديقة تعرف بأنها العنبر الذى يُحتجز به كبار رجال الأعمال والوزراء السابقون المتهمون والمحكوم عليهم فى قضايا فساد، كما يوجد به ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة، وهى أماكن التريض للنزلاء.
معاملة السجناء
وفقاً لبعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين سبق اعتقالهم بالمزرعة فقد كانوا يتلقون في هذا السجن معاملة قاسية منها معاقبتهم بتكسير الصخور وحملها على الظهر، ونعتهم بألفاظ نابية أثناء قيامهم بذلك، وتفتيشهم بشكل مستمر، بالإضافة إلى إهانة أسرهم أثناء الزيارة.
ورغم أن المعروف عن نظام السجون المصرية وعن طبيعة العقاب التأديبى هو قطع الاتصال نهائيا عن المسجونين، فإن الوضع يختلف داخل سجن طرة حسب طبيعة المذنب، فالروايات عن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام والمصرى طارق عماد الدين ووفقا لتقرير جمعية مساعدة السجناء، تفيد بأن الزنزانة التى نقل الجاسوسان إليها "كانت معدة بشكل جيد ومختلف عن غيرها".
ورغم كل ما يوصف به سجن مزرعة طرة عن الرفاهية التى يعيش فيها كبار الشخصيات التى تحل به إلا أن نظمي شاهين ـ أحد أعضاء تنظيم ثورة مصر ـ قال إن "المزرعة ليست أبدا سجنا 5 نجوم كما يقول البعض فالحبس الانفرادى لمدة 14 سنة هو أقسى تعذيب، وعند دخول الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام السجن خصصت له إدارة السجن مكتب ضابط العنبر كزنزانة، وكان بها مكتب وبانيو وكنا نرى باستمرار كل المزايا التى لا تتوافر حتى للضباط وبمجرد أن يبدأ عزام تمارينه الصباحية تتوقف الحياة فى السجن تماما وتغلق الزنازين ويتوتر الضباط رغم أنه جاسوس بحكم المحكمة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق